مهارات حياتية _4_مهارة العمل التشاركي



مهارات حياتية
_4_مهارة العمل التشاركي 
مع المدرب الأستاذ محمد صالح لطيفي

لقد كان لظهور أساليب التدريس وطرائقه الحديثة أسباب ودوافع كثيرة، لعل أبرزها الحاجة إلى مسايرة التطوُّر السريع والتسارع المعرفي الكبير، فصار ينتظر من المؤسسة التربويَّة أن تقدم مخرجات علميَّة وإنسانيَّة قادرة على تيسير اندماج المُتعلِّم في الواقع، وتيسير وتوسيع طرائق الاستيعاب والتخطي والإبداع، وهو ما أدّى إلى ظهور ما يسمى ضرورة التعلُّم مدى الحياة وضرورة التعلُّم الفعَّال وضرورة التعلُّم بالمشاركة وغير ذلك، فلم يعد يكفي المُتعلِّم أن يتعلَّم بل لا بد من تعلمه كيف يتعلَّم.
وعلى هذا الأساس فإن التعلُّم التشاركي الذي فرضته ضرورات كثيرة منها، ضرورة التواصل وتبادل المعلومات لنيل خبرات تعود على الجميع بفائدة عظيمة في وقت أقصر وتنمي لدى المتشاركين مهارات وقيماً يصعب على الطرائق التقليديَّة تأديتها وخصوصاً بعد التطوُّر التكنولوجي الهائل في مجال الاتصال، هذه التقنية التي جعلت المهتمين في العالم ينظرون إلى إمكاناتها على تقدير أنها فرصة سانحة ينبغي استثمارها لإحداث تحول نوعي في العملية التربويَّة بجميع مدخلاتها وعملياتها ومخرجاتها.
إذاً لا بد من التعلُّم التشاركي أمام ما ذكر ليكون التعليم للتغيير وتطوير الوعي، ولجعل التعليم أكثر واقعيَّة وجاذبيةً وقبولاً وفائدة، ولاكتشاف مهارات وإمكانيات متنوعة وليكون التحفيز أكثر فاعليَّة وشموليَّة. ثم إن هناك مميزات كثيرة تولي هذا الأسلوب من أساليب التعلُّم أهمية كبيرة، من هذه المميزات اشتراك الطالب وتفاعله فيه بشكل إيجابي نشط مثيراً الأسئلة مستكشفاً باحثاً عن إجابات، عاملاً ومتأملاً ومتفاعلاً، ومعللاً مُفكِّراً ومستنتجاً وصولاً إلى المعرفة.
كل هذا يتحقق من خلال التعاون الفعلي والتفاعل الإيجابي المتبادل لتحقيق أهداف مرسومة في إطار اكتساب معرفي يعود على المتشاركين بفوائد تعليميَّة جمة متنوعة أفضل مما يعود عليهم تعلمهم الفردي، وقد يضيق مجال هذا النمط من التعلُّم أو يتسع تبعاً للإطار المرسوم للهدف المراد تحقيقه، فقد يقتصر التشارك على مجموعات صغيرة في قاعة صفيَّة تتعاون مع بعضها في نشاط صفي أو غير صفي قائم على البحث والتجربة وتوليد الخبرات، وقد يتسع أكثر لتتشارك فيه صفوف مختلفة في مدرسة واحدة أو مدارس متقاربة. وقد يتسع أكثر وأكثر لتتشارك فيه مجموعات متباعدة مكاناً وزماناً، وهذا ما يسمى التعلُّم التشاركي من بعد أو "مشروع تشاركي من بعد".

هذا النمط الذي يقوم على رسم هدف أو إطار مرن لتحقيق خبرة أو خبرات متنوعة ويوضح هياكل أنشطة يتم من خلالها ذلك، وعناصر هذا النمط مجموعات وأفراد متباعدون يتواصلون عبر وسائل وأدوات الاتصال الحديثة: (البريد الإلكتروني، المسنجر، المدونة، الرحلات المعرفيَّة، غرف المحادثة الصفيَّة، والمنتدى) .ومن خلاله ينهمك المُتعلِّمون في قراءات وكتابات ومناقشات أو حل مشكلة أو عمل تجريبي، متطلباً منهم استخدام مهارات تفكير عُليا كالتحليل والتركيب والتقويم. فالمُتعلِّم قد بات مشاركاً نشطاً في العملية التعليميَّة، يتعلَّم أكثر من المحتوى المعرفي، إنه يتعلَّم كيف يعمل مع آخرين يختلفون عنه، كما يتعلَّم أيضاً استراتيجيات التعلُّم نفسه وطرائق الحصول على المعرفة.

***_ التعريف
هو أسلوب يقوم على تشارك كل من المعلم والمتعلم(الطفل) بأداء العملية التربوية أي أنه لا يعتمد على المعلم كمصدر أول وأخير للمعلومة ولا يعتمد على فئة قليلة من الأطفال دون غيرهم ، بل يعتمد على تفعيل جميع الأطفال لجميع قدراتهم العقلية والدراسية التي يتم اكتشافها وتحويلها من قبل الطفل لذلك يسميه البعض التعلم النشط.
***_ مشروعيتها :
-العمل التّشاركي له تأثير إيجابي على التّعلّم فهو يمكّن من تحقيق نتائج أفضل.
***_ انعكاساتها على ملامح طفل السّنة التّحضيريّة:
- تجويد نتائج الطّفل المدرسيّة وتحسين سيرورة تعلّمه.
- إيلاف الطّفل بالحرص على ديمومة العلاقات مع الآخرين.
- إعداد الطّفل لحسن التّحكم في الصراعات تيسيرا لاندماجه الاجتماعي.
***_ كفايات السّنة التّحضيريّة الطّاغية ذات الصّلة بالمهارة الحياتيّة
كفاية - 2-
يثبت الطّفل ذاته ويتعايش مع الآخرين في انسجام
كفاية -3-
يتواصل الطّفل باستخدام الوسائط المتعدّدة والمتنوعّة للتّعبير.
كفاية - 6-
يتيقّظ الطّفل إلى القيم المدنيّة والأخلاقيّة وطنيّا وكونيّا..
كفاية - 8-
ينخرط الطّفل في أنشطة ذات صلة باكتشاف المحيط للفعل فيه عبر ثقافة المشروع.
***_العناصر الأساسية للعمل (التعلم) التشاركي
أ ـ الاعتماد المتبادل الإيجابي
ويعني إدراك الأطفال بأنهم سيجتازون معا ، أو سيفشلون
ب ـ المسؤولية الفردية
أن كل طفل مسؤول عن تعلم المادة المعينة ومساعدة أعضاء المجموعة الآخرين على تعلمها
ج ـ التفاعل المشجع وجها لوجه
ويقصد به العمل على المزيد من إنجاح الأطفال بعضهم بعضا ، من خلال مساعدة وتبادل ودعم جهودهم بأنفسهم نحو التعلم
د ـ المهارات الاجتماعية
ما يعرف بالاستخدام المناسب للمهارات الزمرية ، أو البينة الشخصية : حيث يقدم الأطفال مهارات القيادة واتخاذ القرار ، وبناء الثقة ، وحل المنازعات اللازمة للعمل بفاعلية
***_ فوائد العمل (التعليم) التشاركي
من أهم الفوائد التي يقدمها التعليم التشاركي تنمية المسؤوليَّة الفرديَّة والمسؤوليَّة الجماعيَّة، وتنمية روح التعاون والعمل الجماعي بين المُتعلِّمين، الأمر الذي يساعدهم على تبادل الأفكار واحترام آراء الآخرين وتقبلها. ويدربهم على حل المشكلة أو الإسهام في حلها، ومن ثم تنمو لديهم المقدرة على اتخاذ القرار، وتنمو لديهم الثقة بالنفس والقدرة على التعبير عن المشاعر والأفكار من خلال الأنشطة والزيارات الميدانيَّة والحوار مع المتخصصين والمناقشة بين الزملاء، ويذلل من لديهم صعوبات العمل بروح الفريق.
ويكسبهم أيضاً مهارات القيادة والاتصال والتواصل مع الآخرين، لأنها تبعدهم عن روتين تلقي المعلومات، ويتم من خلاله تعرُّف الواقع المحيط وملامسته والتفاعل معه، وإن القيام بالنشاط على شكل مجموعات يؤدي دوراً كبيراً في توطيد العلاقات بين المُتعلِّمين من جهة وبينهم وبين المدرسة من جهة أخرى، ومن ثم يتم تبادل الخبرات والمعلومات عبر الحوار البناء والمناقشة، وقد أثبتا أنهما أكثر فائدة ومتعة من التعلُّم الفردي، لأنه يختصر الوقت والجهد ويبعد المُتعلِّمين عن الأنانية، ويقوي لديهم روابط الصداقة ويطور علاقاتهم الشخصيَّة، ويساعد على ربط بطيئيْ التعلُّم بأعضاء المجموعات ويطور اندماجهم.
_ ارتفاع معدلات تحصيل الطلاب وكذلك زيادة القدرة على التذكر
_ تحسين قدرات التفكير عند الطلاب
_ زيادة الحافز الذاتي نحو التعلم
_ نمو علاقات إيجابية بين الطلاب
_ تحسين اتجاهات الطلاب نحو المنهج، التعلم ، والمدرسة
_ زيادة في ثقة الطالب بذاته
_ انخفاض المشكلات السلوكية بين الطلاب
_ تنمية مهارات التعاون مع غيره
***_ استراتيجيات التعلم التشاركي؟
يوجد هناك مجموعة من الاستراتيجيات التي يتم اتباعها في التعلم التشاركي، والتي من الممكن أن تطبق في فصول الدراسة التقليدية أو في فصول الدراسة من خلال الإنترنت، وفيما يلي سوف نتعرف على أهم استراتيجيات التعلم التشاركي.
1)_فكر، قارن، شارك:
وتعد هذه الطريقة واحدة من أهم وأبرز طرق التعلم التشاركي، وتتم هذه الطريقة من خلال تقسيم المتعلمين إلى أزواج، وكل زوج من هؤلاء المعلمين يقوم بالتفكير معا من أجل إيجاد الحلول للمشكلة المطروحة، ومن ثم كتابة هذه الحلول. وبعد ذلك تتم مشاركة ومناقشة الحلول مع زملائهم، كما يتم الاطلاع على الحلول التي قامت بها المجموعات الأخرى ومناقشتها. وتتم هذه الطريقة من خلال ابتاع مجموعة من الخطوات ومن أبرز هذه الخطوات:
_في البداية يقوم المعلم بطرح سؤال واحد على كافة المتعلمين الموجودين داخل الصف.
_بعد ذلك يقوم الطلاب بالإجابة على هذا السؤال خلال دقيقة أو دقيقتين.
_بعد ذلك يتم توزيع الأطفال إلى مجموعات مكونة من شخصين ويتناقش الشخصان بإجابة كل طرف، وفي حال وجود اختلاف في الإجابات يتم المناقشة في ذلك.
ولهذه الطريقة مجموعة من المميزات ومن أبرز هذه المميزات أنها تساهم في بقاء الأطفال في حالة تركيز وانتباه، كما أنها تقوم بتأهيل الطفل لكي يكون فعالا في المناقشات الصفية، بالإضافة إلى ذلك فإنها تستهدف المفاهيم الأساسية، كما أنها تزيد من وعي الأطفال بوجود مجموعة من الفروقات في التفكير بينهم، بالإضافة إلى هذا فإنها تعد تغذية راجعة للمعلمين عن المادة التي يقومون بتدريسها.
2)_ تبادل التدريس:
وهي طريقة مهمة من أهم وأبرز طرق التعلم التشاركي، وتعتمد هذه الطريقة بشكل رئيسي على عملية تبادل التدريس والذي يعد جزءا من إجراءات عمل المجموعة.
كما أنها تدعم التشارك بين المعلم والطفل ، وذلك نظرا لأن الطفل يأخذ دور المعلم في تقسيمه لعمل المجموعة، وذلك لأنه يخلص ويقرأ الفقرات ويقوم بإدارة المناقشات التي ترتبط وتتعلق بموضوع الدراسة.
ولهذه الطريقة مجموعة من الخطوات ومن أهم وأبرز هذه الخطوات:
_إعداد الطفل وذلك من خلال توضيح كيفية قراءة النص.
_كما أنه يساعد الطفل على قراءة المادة.
_بالإضافة إلى ذلك فإنه يسمح لتبادل الأدوار ما بين المعلمين والأطفال ، حيث يمكن الأطفال من قيادة المناقشة ولو لمرة واحدة من النص.
_بالإضافة إلى ذلك فإنه يقوم بتلخيص الفقرة وطرح الأسئلة التي يوضح من خلالها المحتوى.
وتتميز هذه الطريقة بقدرتها الكبيرة على تطوير قدرات الأطفال على أداء مجموعة من الأنشطة العقلية كقراءة المصادر الأولية، وتحديد الأعمال الأدبية، ومن خلال قيام الطفل بدور المعلم فهذا يجعله يقع في موقع المراقب للفهم الخاص به، كما يتعرض الطفل لطرق مختلفة لتفسير المحتوى أو المادة.
3)_ الطريقة الحلقية:
وفي هذه الطريقة يقوم المعلم بتوجيه مجموعة كافة المجموعات من أجل أن يقوموا بكتابة الأفكار والنتائج والتقارير على ورق، أو من الممكن أن يقوموا بذكرها بصوت عالي وذلك من أجل أن يسمعها باقي الأطفال الموجودين داخل الصف.
وتتميز هذه الطريقة بسرعتها، حيث يتم مشاركة الأفكار بين المجموعات وفي عرض النتائج.
وتتناسب هذه الطريقة مع مرحلة التهيئة لاكتشاف المفاهيم القبلية أو المفاهيم الخاطئة، ولكي يقوم الأطفال بهذه الطريقة يجب أن يتبع مجموعة من الخطوات ومن أهم هذه الخطوات:
_يتم تقسيم الأطفال إلى أربعة مجموعات بحيث تتألف كل مجموعة من أربعة أطفال .
_بعد ذلك يقوم المعلم بطرح المشكلة عن مفهوم معين أو فكرة محددة في الدرس وذلك بشكل شفوي أو كتابي.
_كما يستمع الطفل إلى السؤال ومن ثم يقوم بالبحث عن الإجابات الخاصة بهذا السؤال.
_وعندما يجد الطفل الإجابة فإنه يقوم بمشاركتها مع باقي المجموعات من خلال عرض الإجابة بصوته أو كتابتها على ورقة وعرضها على باقي المجموعات.
_وتتيح هذه الطريقة الفرصة للطفل أن يستمع لكل إجابة يشارك بها الأطفال .
_ومن خلال هذه الطريقة فإن الطفل يكون قادرا على المشاركة بأي إضافة يجدها مناسبة بعد أن يعود الدور إليه.
4)_ المنتج التشاركي:
وهو يعد هذا المنتج أحد أهم استراتيجيات التعلم التشاركي، ومن خلاله يتم تنظيم عدد من الأسئلة والتي تعتمد على المناقشة بين أعضاء المجموعة.
ومن خلال التعليم التشاركي يتم تنظيم العمل بحيث يؤدي إلى إنتاج مادة مشتركة.
وتتمز هذه الطريقة بفعاليتها الكبيرة على التواصل بين الأشخاص.
تفكير الأقران بصوت عالي لحل المشكلات:
تعد هذه الطريقة واحدة من أهم وأبرز طرق التعلم الاشتراكي، حيث يقسم الأطفال إلى مجموعات على شكل أزواج ويقومون بتبادل الأدوار فيما بينهم.
بعد ذلك يقومون بتقديم الحلول بصوت مسموع لكل الأطفال ، ويتم مناقشة الحلول.
ولهذه الطريقة مجموعة من الخطوات ومن أبرز هذه الخطوات:
_تقسيم الأطفال إلى مجموعات زوجية العدد.
_ كل طفل يتحدث عن طريقة حله للمشكلة.
_ويقوم المستمع بطلب توضيحات للنقاط الغامضة التي وجدها في إجابة زملائه.
وتتميز هذه الطريقة بالتركيز على العلمية بدلا من المنتج، كما تدرب الأطفال على صياغة الأفكار وعددا من المهارات، كما تساعدهم على التعرف على الفجوة والأخطاء في الفهم.
5)_ طريقة الرؤوس المرقمة معا:
وتعد هذه الطريقة من أهم طرق التعلم التشاركي، ومن خلال هذه الطريقة يتم تقسيم الأطفال إلى مجموعات مكونة من أربع إلى ست أفراد.
كما أنها تعطي كل عضو في المجموعة رقما معينا.
ويقوم الأطفال بمناقشة المعلم بشكل شفوي.
كما يقوم الأطفال بتقديم الإجابات مع توضيح وتفسير الاختلافات والأفكار الجديدة.
6)_ طريقة الملف المتنقل:
وهي طريقة من أهم طرق التعلم التشاركي، ومن خلالها يقوم المعلم بتكليف جميع المجموعات بمهمة واحدة ويجب أن تقوم بأدائها.
ويتم حل هذه المشكلة من خلال ترحيل الملف المخصص للمهمة من مجموعة إلى أخرى بعد أن يكتبوا ملاحظاتهم عليه.
ويستمر تنقل الملف حتى يعود للمجموعة الأولى.
==== نرجو أننا وفقنا في إعطاء فكرة مدققة عن مهارة العمل التشاركي بصفة عامة وبذلك سهلنا لكم مهمة التعامل مع أطفالكم لإكسابهم هذه المهارة بالغة الأهمية لبناء شخصيته ...
مع تحيات المدرب الستاذ محمد صالح لطيفي
_ أكاديمية السنافر للمهارات الحياتية _
معا نحقق مهارات الحياة
_ مهارات القرن 21 _



ليست هناك تعليقات:

معا نلتقي لنرتقي نحو غد أفضل

_ كيف تتفوّق؟ أسرار التفوق الدراسي وعادات الطالب المتفوق _(الجزء الثالث)_ ========================================= _ كيف تتفوق في الفصل؟ ==...