مهارات حياتية
_10_مهارة احترام الاختلاف
مع المدرب الأستاذ محمد صالح لطيفي
***_ هيا نفهم معنى الإختلاف وتقبل الآخر أولا
يحتاج المراهق إلى الكثير من التطمينات:
بأنّه "طبيعي" بأن كل إنسان يختلف عن الآخر ،بأن الاختلاف تميز.
1_ لماذا يشعر المراهقون بالاختلاف؟
أولا˝، بسبب التفكير المتمحور على الذات (ما عرّفه "جان بياجيه" بال(adolescent egocentrism:
_يهتمّ المراهق كثيرا بنظرة الآخرين له
_يعتقد أنه محور انتباه الجميع
_يضع نفسه في عملية تقييم ذاتي مستمرة
2_ثانيا˝، بسبب القفزة النوعية في تطوّره الذهني
(أصبح قادرا على التحليل المنطقي وفهم الأمور المجرّدة):
_يدرك المراهق جيدا˝ الفرق بين الواقع من جهة، وما هو معقول أو محتمل من جهة أخرى
_يتأمّل في أمور تتخطّى الواقع والملموس والمألوف
_يهتم بكل ما هو مختلف عنه، عن نمط حياته، عن محيطه وعن معتقداته
_يرغب في الاطّلاع على كل ما هو جديد ومختلف .
3_ثالثا˝، بسبب التغيّرات الجسدية حيث يشعر المراهق بأنه مختلف عمّا كان عليه في السنوات السابقة:
_تظهر قفزة سريعة في النمو
_يزداد اهتمامه وفضوله في هذه التغيّرات (عنده وعند الآخرين)
_يركّز كل اهتمامه على مظهره الخارجي
_يصبح شديد الحساسية للنقد من قبل الآخرين
_يقارن نفسه بالآخرين
4_رابعا˝، بسبب نمو المهارات المرافقة للنمو الجسدي والفكري، مثل:
_اكتساب مهارات جديدة على صعيد النشاطات الرياضية
_اكتساب مهارات جديدة على صعيد النشاطات الفنية (مثل الموسيقى أو الرقص أو الفنون القتالية)
_تطوّر القدرات الفكرية عند المراهقين من التفكير المادي الى التفكير المجرّد، من الحدس الى المنطق، ما يفسح أمامهم المجال:
_للمناقشة الناشطة
_للتفكيرالنقدي
_للمساءلة
_لإعادة النظر بالأمور والظروف الراهنة
_لتأمّل الخيارات البديلة والفرضيات المختلفة
_لإختبار معتقدات وقضايا جديدة ومثيرة تساهم في إعدادهم النفسي والاجتماعي والذهني.
_تطوّر الرغبة في الانتماء الى "شلّة" معيّنة من الأقران ، ما يعطيه شعور بالأمان وبأنه "طبيعي" وليس وحيدا˝ومنبوذا˝،ويحدّد من خلاله دوره الاجتماعي وأولويّاته وتطلّعاته الشخصية ونظرته للآخرين من خارج مجموعته، أي هؤلاء "المختلفين"، وكل ذلك في غياب تام لإشراف الراشدين.
5_خامسا˝، بسبب العوامل الاقتصادية والاجتماعية والدينية والثقافية التي تميّز الشباب عن بعضهم البعض :
_العامل الاقتصادي الاجتماعي:
في فترة المراهقة، تبرز الاختلافات بين الطبقات الاجتماعية بشكل واضح ويصبح المراهق أكثر إدراكا˝ لعواقب إنتماءه الطبقي الاجتماعي. وقد يؤثّر ذلك على صورته الذاتية ورغبته للانتماء الى مجموعة معيّنة: فامّا ينضم الى مجموعة تتميّز بنفس الخصائص الاجتماعية-الاقتصادية كالمحيط الذي نشأ فيه، أو قد ينضم الى مجموعة مختلفة كليا˝، مختبرا˝بذلك أزمة انتماء شخصية حادّة تتّسم بحالة صراع داخلي بين رغبته الشديدة في الاستقلال والتحرّر من مبادىء ومسلّمات البيئة-المنشأ، وشعوره بالتقصير في التزاماته العائلية، إضافة الى الصراع بين ما تعلّمه من قيم وممارسات في الطفولة وبين تفكيره الناقد الجديد وفلسفته الخاصة في الحياة.
_العامل الديني والطائفي:
يلعب الانتماء الديني والطائفي في مجتمعاتنا اليوم دورا˝ مهما في تكوين شخصية الفتى أو الفتاة، وذلك منذ الصغر. للأسف فان العصبية الطائفية تغزو أبناء المجتمع الواحد في مواقع يفترض أن تكون هي الأكثر تحصنا ومناعة ضد الطائفية، أي المدارس3، حتى أن الطائفية صارت سببا للنزاعات والخلافات بين الطلاب. إن للمدرسة كما للأهل دور أساسي في:
_تلبية حاجة المراهق الى الارشاد الصحيح، بعيدا عن التعصّب وتغذية الحقد تجاه من لا يشبهنا
_في احترام حقّه للمشاركة الفعّالة في أخذ القرارات وتقرير مصيره
_في مساعدته على تطوير مهارات إيجابية لحلّ النزاعات مبنية على مبدأ السلام والتسامح وتقبّل الاختلاف
_العامل الثقافي:
إن تأثير التطور السريع في عالم الاتصالات وانتشار مظاهر العولمة في كل أرجاء العالم له إيجابيات وسلبيات على تطوّر شخصية المراهق وتصرّفاته، كما هو مبيّن أدناه:
_يتعرّف المراهق الى ثقافات تختلف كل الاختلاف عن ثقافته
_يغني معرفته وثقافته العامّة
_يغذّى فكره النقدي ويغنيه بالمعلومات
_يدرك بشكل عميق مدى الاختلاف بين بيئته والبيئات الأخرى
_يعيش صراعا حادا بين جيله وجيل والديه (قيم وتقاليد )
_يشعر بالاغتراب فيتمرّد ويتكابر ضد سلطة والديه
_ينسلخ عن مواقف والديه وثوابتهم ورغباتهم كوسيلة لتأكيد وإثبات تفرّده وتمايزه.
_الاختلاف بسبب ظروف استثنائية
_الاختلاف بسبب المرض أو الإعاقة :
قد يشعر بعض المراهقون بالاختلاف بسبب حالة مرضية مزمنة أو إعاقة تمنعهم من المشاركة والتواصل مع الآخرين، مما يعزز من قبل الوصمة المجتمعية والمفاهيم الخاطئة عن الحالة وهذا الشعور يترجم كالتالي:
_يميّزون بين أنفسهم والآخرين "الطبيعيين"
_يتفادون التواصل الاجتماعي
_يشعرون بالاحباط
_يشعرون بأن ما من أحد يفهمهم وأنهم غير مرغوبين ضمن المجموعات
_يتجنّبون الانخراط مع أقرانهم في النشاطات الترفيهية، بخاصة الحركية منها كمباريات الرياضة، أو حتى تعلّم قيادة السيارة
_يشعرون أن حياتهم قد تكون حتما˝ أفضل لو لم يكن لديهم تلك المرض أو الاعاقة
_تتشوه صورتهم الذاتية: يشعر بأنه غير جذّاب، غير مرغوب به، بل محطّ شفقة الآخرين
_تتزعزع الثقة بالنفس
_يشعرون بالاكتئاب والغضب
_الاختلاف بسبب الذكاء المتفوّق:
_يشعر المراهق بالاختلاف إذا كان يتحلّى بقدرات فكرية متفوّقة عن أترابه (مثلا: التفوّق المدرسي). إن إيجابيات التفوّق كثيرة منها:
_الفضول الفكري
_سرعة التعلّم
_خيال واسع وإبداع
_شغف للمعرفة
لكن للتفوّق المدرسي أيضا سلبيات، ، وأهمّها:
_الشعور بالملل من الوظائف التقليدية التي تطلب من المراهقين
_صعوبة في تقبّل الانتقادات
_الشعور بالوحدة والعزلة
_الشعوربأنه منبوذ من الآخرين بسبب تفوّقه
_القلق والانعزال عن الآخرين
من المهم جدا˝ مساعدة هؤلاء المراهقين على تطوير إدراكهم لأوجه الشبه ونقاط الاختلاف بينهم وبين أقرانهم وتزويدهم بالتدريب اللازم على التواصل الاجتماعي السليم بعيدا˝ عن التنافس أو انتقاد الآخر الأضعف أو التكابر.
الاختلاف بسبب تأخّر أو تقدّم عمر البلوغ:
_إن التقدّم في عمر البلوغ عند الفتيان، أي البلوغ المبكر، من شأنه أن يزيد الثقة بالنفس وتحسين الصورة الذاتية، حيث أن الشاب يتباهى أمام أصدقائه بظهور علامات البلوغ (الشعر على الوجه وعلى الأعضاء التناسلية، ، خشونة الصوت، نمو العضلات، الخ) ويعتبر الآخرون أنه أصبح رجلا ولديه خبرات عديدة، فينجذبون اليه ويريدون مصادقته.
_أمّا الفتيان الذين يتأخّرون في عمر البلوغ، فقد يعانون من بعض المشاكل النفسية الناتجة عن خوفهم من اعتبار أنفسهم "غير طبيعيين" ، أو عن شعورهم بأنهم غير جذّابين فينعزلون ويشعرون بالخجل وبالقلق حيال هذا التأخّر في البلوغ.
_تختلف الصورة بالنسبة للاناث: فالفتاة التي تبلغ بشكل مبكر لا تشعر بالارتياح مع صديقاتها اللواتي ما زلن يشبهن الفتيات الصغيرات، وتبدو محرجة بعلامات النمو الظاهرة على جسدها وتحاول اخفاءها، وتشعر أنها مختلفة عن زميلاتها وهذا الشعور يجعلها تنزوي فتتدنّى ثقتها بالنفس.
_العكس يحصل عند الفتيات اللواتي يتأخّرن في البلوغ، بخاصة اللواتي يتميّزن بجسم نحيل يشبه أجساد عارضات الأزياء اليوم ، ما يزيد من جاذبيتهن ويساهم في تعزيز ثقتهنّ بالنفس.
الاختلاف بسبب الهجرة أو الظروف الاستثنائية:
_الكثير من شباب اليوم يعيشون في ظروف استثنائية ، مثل الاضطرار للهجرة من موطنهم بحثا عن فرص تعليم أو عمل لتأمين مستقبلهم، أو العيش في ظروف مأساوية بسبب الفقر والتشرّد والاقامة في مخيّمات للاّجئين، أو بسبب الحروب أو الكوارث الطبيعية.
_بالنسبة للّذين يهاجرون الى بلدان الاغتراب ، فهم عرضة لاختبار مشاعر الاختلاف بشكل حاد، اختلاف ثقافي أو ديني أو عرقي/إثني، إضافة الى الضغوطات المادية التي يعانون منها وتحدّيات الحياة اليومية التي يواجهونها. من المهم أن يجد هؤلاء الشباب مصدر دعم نفسي واجتماعي في بلد الاغتراب للتخفيف عن مشاعر الوحدة وللتأقلم مع أوجه التمييز العديدة التي قد يتعرّضون لها (في المدرسة أو الجامعة أو في مركز العمل ، أو حتى في الحي الذي يقيمون فيه).
_بالنسبة لهؤلاء الشباب الذين يعيشون في ظروف مأساوية (فقر، تهجير، حروب...)، فهم حتما يشعرون بالاختلاف الكبير بينهم وبين أقرانهم في البلدان المجاورة أو في المناطق الآمنة، أو ما يشاهدونه على شاشات التلفزة أو يقرؤون عنه في الصحف والمجلاّت. ان هذا الشعور يولّد نوعا من الاحباط عندهم، بخاصة عندما يدركون النقص الكبير في فرص التعليم أو العمل وفي الموارد المادية، والتقصير الفادح بحقّهم من قبل كل الجهات التي تدّعي أنها تقدّم لهم المساعدات. يزداد الاحباط عندما يشعرون بأن حقوقهم بالعيش اللاّئق الكريم مهدورة وأن ليس لديهم القدرة على تغيير هذه الظروف. ان الاحباط والاستسلام للأوضاع يولّدان الاكتئاب. من هنا أهمية توافر الدعم النفسي-الاجتماعي لهؤلاء الشباب لتحفيز صلابتهم الداخلية في وجه الصعوبات والمآسي لكي لا يفقدوا الأمل في مستقبل أفضل.
الرغبة في الاختلاف عند المراهق
_إن القاعدة المعرفية والتحليلية لدى المراهق تتّسع وتتشعّب يوما˝بعد يوم، وهذا التشعّب المعرفي يولّد الإبداع. إن الإبداع هو العامل الأساسي وراء رغبة المراهقين الشديدة في التميّز والاختلاف عن الآخرين.
يركّز "كوهلبرغ" على الفرق بين "التميّز" و"التمرّد":
إن التميّز: هو نوع من التفكير النقدي
_لا يعني العناد المتحجّر والوقاحة المتكبّرة أو الرفض العنيف لمواقف الآخرين
_لا يعني نبذ سلطة الآخر
_هو توازن بين تقبّل السلطة والاختلاف عنها في بعض المواضيع
_هو الاختلاف الهادف (ليس الاختلاف فقط لأجل الاختلاف)
_هو نوع من التميّز "التقدّمي" حيث يسعى المراهق لتأكيد هويته والتعبير عن آراءه المختلفة عن طريق تقبّل آراء الآخرين بعين ناقدة بغية تطويرها وتحسينها.
أمّا التمرّد :
_ينبثق من شعور الضعف والخوف عند المراهق
_يشعر من شعور بالعجز أمام سلطة قوية، ثابتة، ومستمرّة في الزمن
_هو رغبة حادّة في منافسة هذه السلطة
_يتميّز بالنبذ والرفض والتحدّي والتأزّم
هذا وان الرغبة في الاختلاف عند المراهقين تتّخذ أشكالا˝عديدة ومتنوّعة، لعلّ أهم هذه الأشكال ما حصل في منتصف الستّينات من القرن الماضي مع حركة "الهيبّيز"8: تأسست هذه الحركة على يد مجموعة من المراهقين والشباب بين 15 و25 سنة في مدينتي نيويورك وسان فرنسيسكو في الولايات المتحدة الأميركية وسرعان ما انتشرت في عدد كبير من بلدان العالم مثل كندا وأستراليا واليابان ومكسيكو والمملكة المتحدة والبرازيل. اعتمدت هذه الحركة شعار السلام والحب والحرية الشخصية، وكافحت ، بواسطة الموسيقى والفن وبعض التحرّكات السياسية ، ضد مبدأ الحرب (بخاصة حرب فيتنام) والتسلّح النووي و القيم "البورجوازية"، مطالبة بالتحرّر الجنسي والعيش المشترك وتقبّل الآخر والتسامح.
في كل الأحوال، إن الرغبة في الاختلاف لدى المراهقين موجودة بقوة في صميم بحثهم عن هويتهم، فهي:
_رغبة طبيعية بل حاجة للتطوّر
_تهدف الى الاكتفاء الذاتي والاستقلالية المادية والمعنوية
_ما يحتاج اليه المراهق هو مساعدتنا على تنمية هذه الحاجة لا قمعها أو تحطيمها، وذلك من خلال توفير الفرص أمامهم للعمل المثير البنّاء الذي يزيد من خبرتهم ومعرفتهم، وتدريبهم على تطوير المهارات الاجتماعية والحياتية وتحمّل المسؤوليات ومعرفة حقوقهم:
فإذا كان من حق المراهق أن يعامل باحترام وتفهّم، فمن واجباته أيضا˝أن يثبت أنه جدير بالاحترام والتفهّم
من الحاجة للاختلاف الى الحق في الاختلاف
_إن حاجة المراهقين للتميّز والتفرّد والتعبير عن آرائهم ترتبط مباشرة بمسألة حقوق الإنسان، فحسب الاتفاقية الدولية لحقوق الطفل (1989)، إن الحق في الاختلاف هو من الحقوق الجوهرية مثل:
_الحق في حرية الفكر والوجدان والعقيدة (المادة 14 )
_الحق في حرية الرأي والتعبير (المادة 13)
_الحق في حرية البحث العلمي والأدبي والفنّي والثقافي.
_في الإطار نفسه، تنص المادة 29 من الاتفاقية على أن يكون تعليم الطفل موجّها˝ نحو:
تنمية شخصيته ومواهبه وقدراته العقلية والبدنية الى أقصى إمكاناتها
_إعداد الطفل لحياة تستشعر المسؤولية في مجتمع حر، بروح من التفاهم والسلم والتسامح والمساواة بين الجنسين والصداقة بين جميع الشعوب والجماعات الأثنية والوطنية والدينية
_أي أن يشكّل فضاء˝ للتجديد وأن يساعد المراهق على بناء هوية متفرّدة والمهارات الحياتية اللازمة لتحقيق الذات.
_في مجتمعاتنا، يبدو أن التحدّي الأكبر الذي يقف في وجه المراهقين هو رفض التغيير وتطوّر الأفكار من قبل المجتمع (الأهل، الجماعة المحلية التي ينتمي إليها المراهق، أصحاب السلطة) الذي يقاوم أو يرفض الفكر الجديد بسبب تحفّظه وتمسّكه بالقيم والمعتقدات الدينية أو الثقافية. يكمن الحل في تزويد الأهل بمهارات التعاطي مع مرحلة المراهقة لأجل تحسين مواقفهم تجاه الجيل الحالي وتثقيفهم حول حقوق الشباب.
_هكذا تتعزّز حقوق الشباب في المشاركة والتعبير عن رأيهم في ما يتعلّق بمختلف القرارات التي تطال حياتهم، لأن "الشباب هم أمل المستقبل، مواطنو اليوم والقوة الايجابية في المجتمعات المحلية".
***_ مشروعيتها :
- تبقى هذه المهارة أساسيّة لتربية دامجة ومتكافئة. فهي تؤسس للتّحكم في الفوارق ومقاومة مختلف أشكال العنف والتّطرف.
- احترام الاختلاف يساعد على قبول التّعدديّة واعتبارها قاعدة للتّعامل الاجتماعي والسّياسي والثّقافي.
***_ انعكاساتها على ملامح طفل السنة التحضيرية:
- تأهيل الطّفل لقبول الاختلاف والتّعامل مع الآخر دون تمييز.
- تربية الطّفل على التّسامح وعدم التّعصب واحترام الغير.
- إيلاف الطّفل حلّ الصّراعات بطرق سلمية وفق سيرورة تستند إلى التّفاوض والحوار.
***_ كفايات السّنة التّحضيريّة الطّاغية ذات الصّلة بالمهارة الحياتيّة
كفاية - 1-
يبني الطّفل تدريجيا مكوّنات هويّته الوطنيّة ويتفتّح على الثّقافات الأخرى.
كفاية - 2-
يثبت الطّفل ذاته ويتعايش مع الآخرين في انسجام.
كفاية - 3-
يتواصل الطّفل باستخدام الوسائط المتعدّدة والمتنوعّة للتّعبير.
كفاية - 6-
يتيقّظ الطّفل إلى القيم المدنيّة والأخلاقيّة وطنيّا وكونيّا.
كفاية - 8-
ينخرط الطّفل في أنشطة ذات صلة باكتشاف المحيط للفعل فيه عبر ثقافة المشروع.
***_ كيف نتعامل مع الاختلاف
1_الحوار والإصغاء
إنّ أفضل طريقة للتعامل مع الاختلاف هي الحوار والإصغاء، من المهم جدًا الاستماع للرأي المختلف والوقوف على ما وراء الكلمات المجردة؛ حيث أن هذا يساعد على فهم أفكار الرأي الآخر، وحينها قد يولد العطف وتقدير قيمة وجهات النظر على الرغم من بقاء الاختلاف، وليس من المهم الوصول إلى اتفاق على وجهات النظر بل المهم فهم وجهات النظر المختلفة.
2_ تقبّل الاختلاف
ينبغي الاعتراف بأن الاختلاف سواءً كان بسيطا أو كبيرا هو جزء من أي علاقة، ومن المهم عدم تعليق أهمية كبيرة على ماهيّة الاختلاف بل الاهتمام بطريقة احتوائه.
3_ انتقاد السلوك
من أهم القواعد في التعامل مع الاختلاف هو انتقاد سلوك معين أو موقف معين وتجنب انتقاد الشخصية، لأن انتقاد الشخصية سيولد رد فعل تلقائي هو الدفاع عن النفس، وكما أن تغيير الشخصية أصعب بكثير من تغيير السلوك.
4_ التعلم من الاختلاف
من الجيد تجاوز فكرة أن الآخر مخطئ والانتقال إلى فكرة التعلم من الآخر وخلق مفهوم جديد يجمع بين الأفكار والقيم المتباينة بشكلٍ عادل.
5_ النظر إلى الإيجابيات
ينبغي الإطراء على الآخر والنظر إلى إيجابياته وإبداء الرأي بما يخصها والإعجاب بها، حيث إن هذا يُساهم في تحسن العلاقات المختلفة وجعلها أكثر تماسكًا.
6_ تأكيد الذات
ينبغي الوقوف على الفرق بين الاستسلام والهجوم وتأكيد الذات؛ فإن الاستسلام الذي ينسحب به الشخص أو يلتزم الصمت به يُفقده احترامه لنفسه؛ حيث إن الاستسلام يُظهر الخوف ويؤدي إلى التراجع، والهجوم يفقده احترام الآخر ويجبر الآخر على الدفاع عن نفسه وتوجيه الانتقادات، ولكن تأكيد الذات يوفر الاحترام للطرفين؛ حيث يتم عن طريقه مشاركة الانفعالات والآراء الداخلية مع الأخر ومعرفة دواخل الآخر أيضًا وهو ينُم عن الثقة بالنفس ويؤدي إلى المبادرة في إنهاء الاختلاف.
***_ كيف يمكننا التعامل مع الفروقات الفردية داخل الفصل؟
1_ الفروق الفرديّة
تُعتبَر الفروق الفرديّة ، إحدى صُوَر التبايُن والاختلاف بين البَشَر، وتتمثّل بظهور جوانب اختلاف مباشر، أو غير مباشر، في أفراد فئة مُعيَّنة من مجموعة ما، علماً بأنّ الفروق الفرديّة هي إحدى سمات جنس البشر،وهي تُمثِّل الفَرق في الكمّ، وليس في النوع؛ حيث إنّ الأفراد جميعهم يملكون قُدْرات وصفات مُعيَّنة، إلّا أنّ الفَرق بينهم هو فقط في مقدار توفُّر هذه القُدْرات والصفات في الشخص، وذلك لأنّ البشر جميعهم يتعرّضون للقوانين السيكولوجيّة نفسها أثناء النموّ، والتعليم، والتفكير، كما أنّهم يختلفون في نمط القُدْرات العقليّة، مثل: الذكاء، والقُدْرة على التعلُّم، والصفات الجسميّة، مثل: الحجم، والشكل، والقُدْرة على بَذْل الجهد، والخصائص الاجتماعيّة، والخُلُقيّة.وقد تختلف قُدْرات الشخص نفسه في خصائص وسمات مُعيَّنة، فقد يتميّز الفرد بالقُدْرة الإبداعيّة، إلّا أنّه من ناحية أخرى قد يكون قليل الذكاء، وقد يتميّز بالذكاء، على إلّا أنّه ضعيف الإرادة، أو قد يكون الفرد ذا قُدْرات لغويّة ممتازة، بينما يتَّصف آخر بالقُدْرة الميكانيكيّة، وآخر يتميّز بالمقدرة على التفكير، والتحليل؛ لذلك يجب أن تُراعي المُؤسَّسات التعليميّة الفروق الفرديّة بين الطلبة، بحيث يتمّ تعليمهم، وإرشادهم، وتوجيههم، بما يتناسب مع قُدْراتهم، وسِماتهم الفرديّة.
2_ التعامل مع الفروق الفرديّة داخل الفصل
يختلف الأفراد داخل الفصل في قُدْراتهم ومواهبهم، ومن هنا يأتي دور المُعلِّم في التعامل مع كلّ طفل بناءً على قُدْراته وسماته الشخصيّة، وفيما يأتي نذكر كيفيّة التعامل مع الفئات المُختلِفة للأطفال داخل الفصل:
أ)_ الطفل الموهوب
تُعتبَر فئة الأطفال الموهوبين ذات أهمِّية كبيرة في المُجتمَع؛ فهي التي ستساهم في الازدهار الحضاريّ، والتقدُّم في مجالات الحياة جميعها؛ لذلك يجب على المُعلِّم مراعاة الإمكانيّات العلميّة، والعمليّة لهذه الفئة، وعدم إهمال القُدْرات العقليّة لديهم، وفيما يأتي نذكر أهمّ النصائح التي يُمكن أن يتبعها المُعلِّم للتعامل مع الطفل الموهوب:
_ الاهتمام بالطفل ، والتواصُل مع ذويه؛ لشرح حالته، وتقديم النصائح لهم حول كيفيّة التعامل معه.
_ وَضْع الطفل في بيئة تُمكِّنه من ممارسة أفعال تُنمِّي قُدْراته العقليّة: كألعاب الذكاء، وتمارين حلّ الألغاز.
_ توجيه الطفل لاتّباع أساليب القراءة الفعّالة، واختيار الكُتُب ذات المحتوى العلميّ، والفكريّ، والتي من شأنها أن تُنمِّي قُدْراته العقليّة، والفكريّة.
_ تعويد الطفل على توقُّع حدوث الأشياء، بالاعتماد على المُعطَيات، والتحليل المنطقيّ، والاستنتاج.
_ مساعدة الطفل على اكتشاف قُدْراته، وهويّته، وتعليمه على استخدام أساليب التفكير الموضوعيّ.
_ التفاعُل العِلميّ مع الطفل ، من خلال التحدُّث معه في مواضيع علميّة، سواء في المنهج الدراسيّ، أو في واقع حياته.
_ مساعدة الطفل على إبداء رأيه، والتعبير عن مشاعره، وإظهار الاهتمام والتقدير لها. _ الإجابة عن أسئلة الطفل جميعها، سواءً كانت من داخل المادّة، أو من خارجها، وإشباع فضوله ورغبته في التعلُّم. ا
_ لاستمراريّة في متابعة الطفل ، ووَضْع برامج خاصّة له.
ب)_ الأطفال ذوو الإشكالات
تحتوي الفصول في العادة على ثلاثة أنواع من الأطفال ، وهي:
_ طالب العلم: وهو الطفل الذي يذهب إلى المدرسة؛ بهدف التعلُّم. ا
_ الطفل المُحِبّ للمرح: وهو الطفل الذي يتَّخذ المدرسة مكاناً لإضاعة الوقت واللعب. _ _ الطفل المُكرَه: وهو الطفل الذي أُحضِر إلى المدرسة بالغَصْب، ممّا يدفعه ذلك إلى إثارة المشاكل، والمتاعب في المدرسة.
ويتمّ التعامل مع الإشكالات المُختلِفة للاطفال ، والتي تُؤثِّر على المُعلِّمين، من خلال استخدام ما يُسمّى بتطبيق الذكاءات المُتعدِّدة، بحيث يتمّ توجيه الطفل للتعلُّم باستخدام إحدى قُدْراته، أو مهاراته.
ج) _ الطفل السلبيّ
وهو الطفل الذي يشعر بنوع من الإحباط لدى قدومه إلى المدرسة، ويتمّ التعامل مع هذه الفئة من خلال ما يأتي:
_ تحديد سبب إحباط الطفل .
_ اختبار كلّ طفل قبل بداية الدرس، وذلك عن طريق وصف ما يرغب بتحقيقه، وتطبيقه من الدرس.
_ مُحاولة إشراك الطفل السلبيّ مع باقي تلاميذ الفصل ، ضمن مبدأ التعلُّم التعاونيّ؛ بهدف القضاء على مواقفه السلبيّة.
_ تحديد المجالات التي يُفضِّلها الطالب، ومنحه أنشطة تتضمَّن هذه المجالات.
د) _ الطفل المُشاكِس
ويتمّ التعامل مع هذه الفئة من قبل المُعلِّم أو المربّي من خلال ما يأتي:
_ ضَبْط الأعصاب، والتعامل مع الطفل على أنّ تصرفاته لا تستهدف شخصَ المُعلِّم.
_ محاولة ضَبْط النفس، وعدم الانفعال من قِبَل المُعلِّم، وتَرْك الطفل يُعبِّر عن مشاعره تجاه البيئة الدراسيّة.
_ التعاطف معه، ومنحه الاهتمام.
_ التفاعل مع الطفل ، وإشراكه باقتراح بعض الأساليب، والأفكار في كيفيّة التعامُل مع المواقف الصعبة.
_ الاستعانة بزملائه في الفصل ؛ لمعرفة المشاعر السلبيّة لديه.
ه)_ الطفل الخجول
وهو الطفل الذي يُعاني من قلّة الثقة بالنفس، أو الشعور بالخوف من الإخفاق، أو من تعرُّضه للسخرية من باقي زملائه، ممّا يُؤثِّر على مشاركته الاجتماعيّة، ويُمكِن للمُعلِّم التعامل مع هذا النوع من الأطفال من خلال اتّباع ما يأتي:
_ الحذر من إشهار أخطائهم، أو تعريضهم للسخرية.
_ إشراك الطفل بالدرس، ومحاولة التركيز على جانب الكتابة بشكل أكبر.
_ وَضْع الطفل ضمن مجموعة للتفاعل معهم؛ وذلك بهدف كسر حاجز الخجل لديه.
_ تَرْك التركيز عليه بالنظر.
_ إعطاؤه الحرِّية الكاملة للتعبير عن رأيه، وعدم التعليق عليه.
_ الاهتمام بلغة الجسد، ومحاولة الاستجابة إليها؛ وذلك لمعرفة ما يرغب بمشاركته.
_ وَضْع مسافة كافية بين المُعلِّم وبين الطفل أثناء إجابته عن سؤال مُعيِّن؛ لأنّ صوت الطفل غالباً ما يكون مُنخفِضاً.
و)_ الطفل الانطوائيّ
وهو الطفل الذي يشعر بنوع من التفكير العميق قبل التحدُّث، أو يشعر بأنّه لا يريد التحدُّث؛ لرضاه عما شُرِح في الدرس، أو قد يكون ذا رغبة ضعيفة في إثراء الدرس، ويتمّ التعامل مع هذا النوع من الأطفال من خلال اتّباع ما يأتي:
_ إعطاء الطفل الفرصة للإجابة عن سؤال مطروح، وعدم إجباره على الإجابة عنه من المرّة الأولى؛ لأنّ هذه النوع من الأطفال يحتاج إلى المزيد من الوقت؛ للتعمُّق في التفكير. _ تطبيق أسلوب تبادُل الأدوار، أو التدريس.
_ مَنْح الطفل فكرة عامّة عن الدرس، ومن ثمّ القيام بطرح بعض الأسئلة عليه. إشراك الطالب في العمليّة التعليميّة، ضِمْن مجموعة من زملائه.
ي)_ أهمِّية معرفة الفروق الفرديّة للطلبة
إنّ تحديد المُعلِّم للفروق الفرديّة للاطفال داخل الفصل ، يُساعِده على وَضْع أساليبَ وطرقٍ تعليميّة تُناسب القُدْرات والسمات الخاصّة بالطفل ؛ ممّا يُساهِم في رَفْع مُستواه؛ حيث أشارت بعض الدراسات والأبحاث إلى أنّ وضع المُعلِّم للطرق العلميّة التي تتناسب مع إمكانيّات الطفل ، نتيجة تحديد ومعرفة الفروق الفرديّة، أدّى بشكل كبير إلى رَفْع المستوى العامّ للأطفال ، وزيادة تحصيلهم العلميّ.
***_ الإختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية :
1)_ قصة أولى ضفدعة أم حصان ؟
تمعّن جيدا في هذه الصورة
أنا أرى فيها حصانا
وأنت ترى فيها ضفدعا
كلانا صحيح
هكذا الحال في النقاش والحوار
هو مجرد اختلاف في وجهات النظر
وكلانا قد تكون نظرته صحيحة
اذا وجدت اختلافا في وجهات النظر تخالف وجهة نظرك ... تمهل قليلا
انتظر ربما يكون اختلاف الرؤيا من يجعل للنقاش والحوار فائدة ،
وليس من الضروري بأن ينتهي الحوار باقناع احد الاطراف للطرف المقابل
ويبقى لكل انسان قناعاته الخاصة ولابد من احترام ذلك حتى لو تعارضت مع ارائنا
فاختلاف الراي لا يفسد للود قضية...
2_ قال الله تعالى : " لو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك " صدق الله العظيم
لا نقول كن بلا راي ولكن نقول : كن مع الحق ...
ولابد ان تتنازل عن حقك متى عرفت انه خاطئ.
3_ قصة العميان الثلاثة :
يحكى ان ثلاثة عميان دخلوا غرفة بها فيل وطلب منهم أن يكتشفوا ما هو الفيل ؟
وبدؤوا في تحسس الفيل ومحاولة اكتشافه ليقع وصفه بعد ذلك .
خرج ثلاثتهم ليبدؤوا في وصف الفيل كما يبدو لكل منهم
قال الأول :
_ الفيل هو أربعة أعمدة في الأرض.
وقال الثاني:
_ الفيل يشبه الثعبان تماما.
وقال الثالث :
_ الفيل يشبه المكنسة .
وحين وجدوا انهم مختلفون، بدؤوا في الشجار
وتمسك كل واحد منهم برأيه.
وراحوا يتجادلون .
ويتهم كل واحد الآخر بأنه كذاب ومدّع.
بالتأكيد لاحظت أن:
_ الأول أمسك بأرجل الفيل.
_ الثاني أمسك بخرطوم الفيل.
_ الثالث أمسك بذيله.
كل منهم كان يعتمد على برمجته وتجاربه السابقة ، ولكنه لم يلتفت إلى تجارب الآخرين.
***_ من منهم الثلاثة كان مخطئا يا ترى؟
وهل كان أحدهم يكذب ؟ بالتاكيد لا أليس كذلك؟
من الطريف أن الكثيرين منا لا يستوعبون فكرة أن للحقيقة أكثر من وجه ؟
فحين نختلف لا يعني هذا بالضرورة أن أحدنا على خطإ...
فقد نكون جميعا على صواب ، ولكن كل منا يرى ما لا يراه الآخر
وتذكروا ما يراه السياسيون : ( إن لم تكن معنا ، فأنت ضدنا ) ...نظرة خاطئة بالطبع .
==== نرجو أنني وفقت في إعطاء فكرة مدققة عن مهارة احترام الإختلاف بصفة عامة وبذلك سهلت عليكم مهمة التعامل مع أطفالكم لإكسابهم هذه المهارة بالغة الأهمية لبناء شخصيته...
وأن شاء الله في فرصة قادمة سنطرح موضوع البرمجة الدماغية
وأعتقد أنه موضوع بالغ الأهمية يستحق الطرح...
مع تحيات المدرب الستاذ محمد صالح لطيفي
_ أكاديمية السنافر للمهارات الحياتية _
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق