1)_ القدرة :
تعني الإستعدادات الفطرية و المواهب والملكات المولودة مع الإنسان، والموجودة لديه والتي تتشكل وتتبلور في وتنمو وتتطور معه خلال مراحل حياته ويمكن اكتشافها في الأداء أو الممارسة ويمكن لهذه القدرات تهيئته للنجاح في ميدان معين وهي الأساس الذي يؤهل الفرد لاكتساب المعارف والمهارات. ويمكن تقسيم هذه القدرات إلى قدرات وظيفية خاصة مثل القدرات العقلية ومايندرج تحت وظائف العقل من التفكير والتعبير والإبداع ومنها ما يتعلق بالسلوك السمات الشخصية كالصبر والجلد وسعة الصدر وما يندرج تحت هذا النوع من مهارات إجتماعية. أن تأثير القدرات منفردة، لا تكفي لتحقيق إنجاز فاعل في أداء معقد، فيجب جمع القدرات للحصول علي إنجاز فاعل ومستمر. فالقدرات المنفردة هي :
- القدرات التحصيلية :
وهي المرتبطة بطرق إستيعاب المعرفة واكتساب الخبرات واتقان المهارات
- القدرات الإبداعية :
وهي المرتبطة بإنتاج الجديد والأصيل وغير المألوف
- القدرات العقلية العامة :
وهي القدرات الضرورية لإنجاز عدة أنشطة متجانسة وليس لأداء واحد فحسب.
- القدرات العقلية الخاصة :
وهي القدرات الضرورية لإنجاز أداء واحد فحسب.
- القدرات التقنية البنائية :
وتشمل عدة عناصر لدي الشخص تتمثل في قوة الملاحظة للمفاضلة بين الأجهزة والأدوات التي لديه.
- القدرات الفنية :
وهي جملة من الخصائص كمشاعر المواءمة التي تتجلي في الإدراك التفصيلىا
2)_ المعرفة :
تعني الحصيلة التراكمية من المعلومات النظرية التي درسها الفرد.
المعرفة هي قدرة الفرد على استيعاب وإدراك ما يدور حوله من حقائق، والوعي في الحصول على المعلومات واكتسابها من خلال القيام بالتجارب أو بالملاحظة والتأمل وكما يمكن التوصل للمعرفة والوعي بواسطة مراقبة ما قام به الآخرين والاطلاع عليه والتمعن في ما توصلوا إليه من استنتاجات، ويرتبط مقدار المعرفة بسرعة البديهة والسعي الدؤوب في البحث عن الأشياء المجهولة واكتشافها وكشف أسرارها، وتنمية القدرات الفردية بالاعتماد على الاستنتاجات.
مكن تعريف المعرفة بأنها ما يكتسبه الفرد من خبرات ومهارات، والتي يقوم أساساً على التجربة والتعلّم بالدرجة الأولى، المتمثلة بالفهم بشقيّه النظري والعملي لأي فكرة أو موضوع، وكما يمكن تعريفه بأنه ثمرة التوسع في المقابلات والاتصال في عدة اتجاهات مختلفة.
_أنواع المعرفة
صنّف الفلاسفة المعرفة إلى ثلاثة أنواع رئيسية، وهي:
أ_ المعرفة الشخصية:
' المعرفة الشخصية يقوم هذا النوع من أنواع المعرفة على الخبرة الذاتية واكتسابها، والنابعة من الاطلاع، وحتى تتمكن من معرفة شيء ما يتطلب منك الأمر التجربة، إذ تُعتبر التجربة والاكتساب من أساسيّات المعرفة الشخصيّة، بالإضافة إلى التعرّف على فرضيات بأسلوب خاص بها.
ب_ المعرفة الإجرائيّة:
هي القدرة على أداء أمر أو عمل ما من خلال فهم نظرياته الكامنة في صميم العمل، أي أنه يمكن للفرد أن يكون ملمّاً بنظريات وجميع أفكار نشاط ما لكن دون القدرة على تطبيقه على أرض الواقع، وحتى تكون المعرفة فعلية يجب أن تتم التجربة والتطبيق للأمور.
د_ المعرفة الافتراضيّة:
يعتمد هذا النوع من أنواع المعارف على التعمّق بالحقائق والوقائع ومعرفتها عن كثب، ويعدّ هذا النوع في غاية الأهمية والإثارة بالنسبة للفلاسفة، وتعتمد على الافتراضات، ويمكن وصفها بأنها المعرفة الحقيقية للوقائع.
_ طرق الحصول على المعرفة
يوجد العديد من الطرق للحصول على المعرفة، ومنها:
أ_ الطريقة التجريبية:
بحسب رأي الفلاسفة التجريبيين فإنّ المعرفة يتم الحصول عليها من الملاحظة التجريبية من خلال الحواس البشرية.
ب_ الطريقة العقلانية:
يزعم الفلاسفة العقلانيين أنه يتم توظيف المنطق للوصول إلى استنتاجات بخصوص الادعاءات المختلفة، ويميلون إلى التفكير بالافتراضات، واستخلاص الحقائق المختلفة من الحجج والخلافات، وبناء نظم المنطق المتوافقة مع الطبيعة.
*التاريخ الكبير:
يمكن اكتساب المعرفة من خلال التاريخ الذي يمكن الاعتماد عليه للحصول على معلومات حول حياة البشر منذ بداية الخليقة.
_ آراء المذاهب الفلسفية في المعرفة
تباينت المذاهب الفلسفية في تحديد أدوات المعرفة ومصادرها، وجاء بعض الفلاسفة بالمذاهب التالية وفقاً لاعتقادات كل منهم:
أ_ المذهب العقلي:
يُجمع فلاسفة المذهب العقلي على أن الانسان يعتمد على عقله في الاستدلال ومعرفة ما يحيط به، وأنه هو القوة الفطرية التي تكسبه المعرفة التلقائية دون التعرض للتجارب.
ب_ المذهب التجريبي:
يتباين السبيل الذي يسلكه مؤيدو المذهب التجريبي مع العقلي، إذ يعتبرون التجربة أكبر برهان وأسلوب لاكتساب المعرفة، وأهملوا المعارف والمبادئ العقلية وأنكروها تماماً، ومن بينهم جون لوك.
ج_ المذهب الحسي:
جاء الفرنسي هنري بركسون بهذا المذهب ليؤكد بأن العقل مجرد وهم وليس سبيلاً للمعرفة، وقدّم للعالم براهين حول أهمية الحدس في المعرفة والتي تقوم على التجربة الوجدانية.
د_ المذهب البراكماتي:
يركز فلاسفة هذا المذهب على مجموع من المبادئ التي تشير إلى أن الفكر وسلامته هو ما يعمد إليه الانسان لاستخدامه للوصول إلى المعرفة وبالتالي الحصول على نتائج ناجحة، ويعد تشارلز ساندرز بيرس المستخدم الأول لمصطلح البراجماتية ويعود له الفضل في تأسيس هذا المذهب.
3)_ المهارة :
فهي تعني الحصيلة الفنية التي حصل عليها الشخص من التدريب المهارة تشير إلى القدرة على استخدام تلك المعلومات وتطبيقها في المجال.
يُطلقُ لفظُ المهارة في اللغةِ العربيةِ ويرادُ به الماهِر، وهو الحاذِق، كما ورد في الحديث الشَّريف قولُ الرَّسول - عليه الصلاة والسلام : ((مَثَلُ الماهِر بِالْقُرْآنِ مَثَل السَّفَرَة)).
وعُرِّفت "المهاراتُ الحياتية" في القاموس التربوي بأنَّها: "القدرة على أداءِ وظيفةٍ معينة، أو تحقيق هدفٍ معين، وعرفت أيضا بأنَّها أداءٌ تكون على أشكالٍ (لفظية، عقلية، حسية، اجتماعية)، وهذه المهارةُ تحتاجُ إلى وقتٍ وجَهدٍ وتدريب مقصود، وقَبْلَ أنْ نخوضَ في مفهوم المهارات الحياتية كمصطلحٍ تربوي، يمكن استنتاجُ أنَّ المهارة سلوكٌ يُشترطُ له شرطان جوهريان:
_ أولهما: أنْ يكون موجَّهًا نحو إحرازِ هدفٍ أو غرضٍ معين، وثانيهما:أنْ يكون منظمًا بحيث يؤدِّي إلى إحرازِ الهدف في أقصر وقت ممكن، وقد اشتملتْ تعريفاتُ المهارة بشكلٍ عام على ثلاثةِ عناصر أساسية لأيِّ مهارةٍ، هي: الجهد، والوقت، والإتقان، كما يسبق القيام بأيِّ مهارةٍ من المهارات قوة الاتِّجاه وضعفه نحو المهارة المقصودة.
فالمتتبعُ للحرفيِّين على سبيلِ المثال يجدُ أنَّهم ينقسِمُون إلى قسمين: الأول: الحرفي الذي يميلُ إلى حرفةٍ معينة من الحِرَف؛ نجدُه مبدعًا فيها، حتى لو لم يخضعْ لأيِّ دراسةٍ، أو تدريبٍ نظري أكاديمي، والثاني: ذلك الحرفي الذي يتعلَّم الحرفةَ عن طريق الدِّراسةِ، والدوراتِ الأكاديمية النظرية، والتدريبِ المستمر، فهذا يكونُ أقلَّ كفاءةٍ من الأول وأقلَّ إتقانًا، وأكثر استهلاكًا للوقت، مع أنَّه أكثرُ مثاليةً في ما يلزم لتلك الحرفةِ التي يؤدِّيها من وسائلَ وتجهيزات، والتزامٍ بوسائل السَّلامة، مما ينعكسُ على الإنتاج، وما ذلك إلا لأنَّ تنفيذَ هذه المهارة نابعٌ من اتجاه إيجابي نحو المهارةِ المقصودة، ومع ذلك لا يُمكنُ أنْ ننفي كَوْنَ المهارةِ تتَّصِفُ بأنها تُكتَسَبُ من خلال التدريب والتَّكْرار، حتى مع ضعف الاتجاه والميول.
ومن جهةٍ أخرى، فإنَّ المهارةَ ليست مقتصرةً على العمل المؤدَّى بشكلٍ مهني فقط، بل إنَّها تشمل أيضًا الكفاءةَ التي يمتلكها أيُّ شخصٍ في أيِّ مجال، سواء كانت كفاءةً عقلية، أو بدنية، أو اجتماعية، فعلى سبيل المثال نجدُ أنَّ بعضَ الأشخاص يتميَّزُ عن غيرِه بمهاراتِ القيادة، والآخر بمهاراتِ التفكير، وثالثٌ بمهاراتِ العلاقات الحسنة مع الآخرين، بينما تقل فيمَن عداهم نسبة التقدير.
"المهارات الحياتية" كمفهومٍ واحدٍ، له عددٌ من الخصائص نذكرُ منها باختصار:
1- أنَّها متنوِّعة، وتشملُ جميعَ الجوانب المادية كالمهاراتِ الأدائية، وغير المادية كمهاراتِ التفاعل في مواقفِ الحياة.
2- اختلافها من مجتمعٍ لآخر، تبعًا لاختلافِ المجتمعاتِ والاحتياجات.
3- تعتمدُ على طبيعةِ العلاقة التبادُلية بين الفردِ والمجتمع، والفردِ ودرجةِ تأثيرِ كلٍّ منهما على الآخر.
4- أنها تستهدف تفاعلَ الفردِ التفاعلَ النَّاضج مع الحياةِ، وتطوير أساليبِ معايشة الحياة.
5- أنها إنمائية تجمعُ بين المعرفةِ والفعلِ بقدرِ الكفاءة.
6- تحتاج إلى التَّدريب والمِران المتكرِّر، حتى تكونَ أقرب إلى العادة.
7-أنَّ اكتسابَها في سنٍّ مبكرة أفضلُ؛ لأنَّ ذلك يساعِدُ على تمكُّن المتعلمِ من المهارة.
8-تختلفُ باختلافِ سنِّ المتعلِّم، فمهارات الصَّغير تختلفُ عن الكبير، وتعليمُ المهارة لسنِّ الابتدائية ليستْ نفسَ الأساليبِ التي يُدَرَّبُ عليها طالبُ الجامعة.
9- لا يرتبط اكتسابُها بشهادةٍ معينة، أو مستوًى تعليميٍّ محدد.
ومن تلك الخصائص يُلحظ أنَّ "المهارات الحياتية" مجالٌ واسع وشامل، يمكنُ أنْ يستهدفَ كافَّةَ الفئاتِ العمرية والمراحل التعليمية، كما أنَّها مطلقةُ المجال والمستوى، فليستْ خاصةً بمستوى تعليمي محدَّد، أو بمجال معينٍ من المهارات، وكذلك نراها متحرِّكةً تخضعُ لحاجياتِ ومتطلباتِ الفئة المستَهْدَفة، والكفاءةِ المطلوبة، فكان من الواجبِ على المؤسَّسات التعليمية في عالمنا العربي اليومَ أنْ تسعى بكلِّ قوة إلى تبنِّي مفهوم "المهارات الحياتية" كمجالٍ تربويٍّ حديثٍ، وتكوِّن له المشاريعَ التنموية، التي تناسبُ كافةَ المراحلِ التعليميَّة، وأن تكوِّن برامجَ نوعيةً تستهدف جميعَ وسائلِ التربية، بما يضمَنُ إعادةَ هيكلتِها؛ لتناسبَ تنميةَ المهاراتِ الحياتية، حتَّى تجمعَ كافةَ أهدافِ التربية المنشودة.
================= مع تحيات المدرب محمد صالح لطيفي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق