مهارات حياتية _11_مهارة القدرة على فهم مشاعر الآخر والتفاعل معه (الذكاء الإجتماعي)



مهارات حياتية
_11_مهارة القدرة على فهم مشاعر الآخر والتفاعل معه 
(الذكاء الإجتماعي)
مع المدرب الأستاذ محمد صالح لطيفي

قد يُصاب بعض الأشخاص بالفزع عندما يُدعون لحضور حفلٍ جماعيّ واجتماع يضمّ الكثير من الأشخاص الغرباء، وهذا الشعور الذي ينتاب البعض يحدث معهم نتيجة عدم قدرتهم على التعايش مع الآخرين ومخالطتهم، والارتباط بهم، ورغم أنّ الإنسان قد خلقه الله سُبحانه وتعالى وأعطاه القدرة على التعايش مع الآخرين فهو كائنٌ اجتماعي لديه من الإمكانيات ما تجعله أكثر سعادةً في حياته عند تواجده في مجتمعٍ متآلفٍ متحاب، فما هو الذكاء الاجتماعي الذي يجب أن يتصف به الشخص الناجح في جميع جوانب حياته المختلفة؟
يُعدّ مفهوم الذكاء الاجتماعي أحد أهمّ القدرات الأساسية التي يتميز بها الإنسان، والتي هي العنصر المهم في العلاقات الإنسانية، وأفضل فهم للذكاء الاجتماعي أن ينظر الإنسان إليه على أنّه واحدٌ من مجموعة قدراتٍ متداخلةٍ؛ فالذكاء البشري ليس سمة واحدة، وإنما هو أنماط متعدّدة، وعلى هذا النحو فهو له ستة أنواعٍ رئيسية: الذكاء المجرد، والذكاء الاجتماعي، والذكاء العملي، والذكاء العاطفي، والذكاء الفني، والذكاء الحركي.
***_ تعريف الذكاء الاجتماعي
الذكاء الاجتماعي هو مجموعةٌ من المهارات التي تجتمع مع بعضها البعض، لتجعل الفرد قادراً على الارتباط مع الآخرين، ولديه القدرة على التواصل معهم بفعاليةٍ عاليةٍ؛ فعندما يكون الإنسان قادراً على فهم عقله وذاته، ويحاول التعايش معها فهو بذلك يملك قدرةً كبيرة، أمّا إن كان قادراً على التعايش، والتواصل مع الآخرين، والتعامل معهم بنجاحٍ في وقتٍ واحدٍ، فهو بذلك يمتلك قدرةً أكبر منه، وهي تُعبر عن ذكاءٍ صادرٍ منه، وهي علامةٌ من علامات العبقرية؛ وذلك لأنّ الأذكياء اجتماعياً يستخدمون كافة ما لديهم من طاقاتٍ كامنة، وإمكانياتٍ كبيرة، جسدية وعقلية للتواصل مع الآخرين، ومحاولة قراءة أفكارهم، ومساندتهم، وتشجيعهم على النجاح، والإبداع في حياتهم، وتكوين صداقاتٍ جديدة، وزيادة حلقة الصداقة مع الآخرين، والمحافظة عليها.
***_ مشروعيتها :
- أهميّة هذه المهارة في علاقتها بإرساء سلوكات إيثاريّة لدى الفرد.
- مهارة تساعد على التّحكم في الصّراعات والسّيطرة عليها في إطار تفاعليّ بين مختلف الأطراف.
- حبّ الآخر شرط أساسيّ للتّعامل معه وتقدير ذاته ومساعدته على تجاوز الصّعاب والمحن.
***_ انعكاساتها على ملامح طفل السنة التحضيرية:
- تهيئة الطّفل للتّفاعل مع الآخر في إطار الاحترام المتبادل.
- إيلاف الطّفل الإحساس بالغير والاستعداد لمآزرته ومقاسمته مشاعره وانفعالاته.
- إنماء السّلوكات التّعاونيّة والإيثارية لدى الطّفل للحدّ من مخاطر العنف والتّصارع.
- إنماء ثقافة التّعايش مع الآخر وقبوله كما هو دون إقصاء.
***_ كفايات السّنة التّحضيريّة الطّاغية ذات الصّلة بالمهارة الحياتيّة
كفاية - 2-
_ يثبت الطّفل ذاته ويتعايش مع الآخرين في انسجام.
كفاية - 3-
_ يتواصل الطّفل باستخدام الوسائط المتعدّدة والمتنوعّة للتّعبير.
كفاية -6-
_ يتيقّظ الطّفل إلى القيم المدنيّة والأخلاقيّة وطنيّا وكونيّا.
كفاية -8-
_ ينخرط الطّفل في أنشطة ذات صلة باكتشاف المحيط للفعل فيه عبر ثقافة المشروع.
***_ الذكاء الاجتماعي
إنّ الذكاء الاجتماعي هو القدرة على بناء علاقات اجتماعية، وعلى التكيف مع البيئات الاجتماعية بنجاح،والذي يتمثل أيضاً بالقدرة المكتسبة المرتكزة على الوعي الذاتي وفهم الديناميكية الاجتماعية، وهناك أربعة جوانب حددها الباحثون تساهم في تطور الذكاء الاجتماعي، وهي:
1_ مهارات التواصل:
تتمثل هذه المهارة بالقدرة على التحدث الجيد مع الآخرين، والتعبير عن الأفكار والمشاعر بطريقة واضحة.
2_ الأدوار والقواعد الاجتماعية:
تتمثل بمعرفة أنواع مختلفة من قواعد التفاعلات والحالات، وكذلك كيفية لعب دور مناسب في التفاعلات مع الآخرين، حيث تختلف طريقة التصرف بحسب المكان الذي يوجد فيه الشخص.
3_ فهم دوافع الآخرين:
ينطوي هذا على قراءة الكلام المبطن للمحادثة، وفهم سبب حديث الشخص أو تصرفه بطريقة معينة، بحيث يساعد الذكاء الاجتماعي العالي على فك رموز الكلام المبطن.
4_ السيطرة على الانطباع:
ترتكز هذه المهارة على فهم رد فعل الآخرين، والتصرف معهم بطريقة تترك انطباعاً جيداً.
***_ مهارات لزيادة الذكاء الاجتماعي
1_ يوجد الكثير من الكلام المبطّن خلف الكلمات، فعند الحديث تنتبه الأدمغة إلى تعبيرات الوجه، وطبقات الصوت، والإيماءات والفيرمونات، فالناس الذين يتمتعون بذكاء اجتماعي عالٍ يكون لديهم مستوى عالٍ من هذه البوادر عند التكلم للمرة الأولى مع شخص ما، وحدد غولمان جانبين لهذه المهارة:
_ الوعي الاجتماعي: كيفية الاستجابة للآخرين.
_ التعاطف الأولي: الإحساس بمشاعر الآخرين.
_ الانسجام: الاستماع مع القبول الكامل.
_دقة التعاطف: فهم أفكار الآخرين ونواياهم.
_الإدراك الاجتماعي: فهم العالم الاجتماعي، وعمل شبكة من العلاقات.
_ البراعة الاجتماعية: معرفة كيفية التفاعل السلس والفعال مع الآخرين.
_التزامن: التفاعل بسلاسة.
_تقديم النفس: معرفة كيفية التعريف عن النفس. التأثير: تشكيل نتائج التفاعلات الاجتماعية. القلق: رعاية احتياجات الآخرين.
2_ إثارة المشاعر المختلفة
يعمل الناس والمكان على إثارة المشاعر المختلفة، لذلك يجب أن يفكر الفرد بالوقت الذي يزيد من شعوره بالحماس والنشاط، ويفكر أيضاً بالوقت الذي يشعر فيه بالهزيمة والاستنزاف بعد التفاعل مع الآخرين.
3_ أخذ مساحة للراحة والاطمئنان
يحتاج الفرد سواء كان منفتحاً أم انطوائياً إلى مساحة ومكان لإعادة التفكير، حيث يقترح غولمان أنّ المكان أو الطقس أو أي نشاط آخر قاعدة آمنة لعلاج المشاعر والحوادث، ويعتبر ذلك مفيداً لسببين رئيسيين، فالأول يُعطي مساحة لإعادة شحن الأفكار قبل التفاعلات، أما الثاني فيساعد على تحليل أفكار كل لقاء اجتماعي والتعلم من هذا اللقاء، كما يحسن الذكاء الاجتماعي.
4_ صفات الأشخاص الأذكياء اجتماعياً
هناك عدة صفات يتصف بها أصحاب الذكاء الاجتماعي، ومنها:
_ لا يحصلون على استجابة عاطفية قوية من أي شخص يتحدثون معه.
_ لا يتحدثون بشكل مسبق ولا يطلقون الأحكام على الناس أو السياسة أو الأفكار.
_ لا يعمدون إلى التعمق في إطلاق التعميمات حول أشخاص آخرين من خلال سلوكياتهم؛ أي أنّهم لا يستخدمون (أنت دائماً) أو (أنت أبداً) لتوضيح نقطة معينة.
_ يشككون في صحة مشاعر الآخرين.
_ لا يتناقشون مع الناس الذين يريدون تحقيق الفوز في الحديث ولا يبدون أهمية للتعلم.
_ لا يعتبرون أنفسهم محل حكم على مختلف الأمور.
***_ كيفية اكتساب الذكاء الإجتماعي
الذكاء الاجتماعي هو مهارة كباقي المهارات الأخرى يُمكن اكتسابه، وتعلّمه، وإتقانه من خلال التدريب والممارسة، وذلك باتباع بعضٍ من نصائح الخبراء والباحثين في هذا المجال، ومن هذه النصائح الآتي:
1_ عدم التعجّل في مُحاسبة الآخرين على ما قَد يصدر منهم من أخطاء أو هفوات؛ فالإنسان كائنٌ حساسٌ، عاطفيٌّ بطبعه، يتأثر بأقلّ الكلمات؛ فانتقاد الشخص، أو لومه قد يكون بمثابة شرارةٍ خطيرةٍ من شأنها تدمير صاحبها، ومن شأنها أن تحرق عاطفته، وكبريائه، فهذا (توماس هاردي) الكاتب البريطانيّ الشّهير أقلع عن الكتابةِ إلى الأبد، بسبب الانتقاد اللاذع الذي وُجّه إليه، كما أقدم (توماس شاتروثون) على الانتحار نتيجة الانتقاد أيضاً.
2_ إظهار الاهتمام بالآخرين؛ هذه قاعدة من أهمّ قواعد كسب محبّة الآخرين، وثقتهم، وهي كفيلةٌ بأن تؤدّي إلى نتائج عظيمةٍ ينالُ منها الشخص ما يسعى إليه، وتكون سبباً في تَحقيق أهدافه؛ فالإنسان يستطيع أن يكسب اهتمام ومحبة أبرز النّاس، وأرفعهم قدراً إذا أبدى الاهتمام والعناية بهم.
3_ جعل الآخرين الذين يقابلهم يحبونه، وذلك بإظهار محبة الشخص لهم وتقديرهم لذاتهم؛ فكلّ إنسانٍ لديه ما يُميّزه عن الآخرين ولديه جوانب مشرقة في شخصيّته تجعله فريداً في نظرته لذاتهِ وتُشعرهُ بأفضليته، ولذلك على من أراد كسب ودّ الآخرين والتحلي بالذّكاء الاجتماعي أن يُظهر لهم مدى تقديره للصفات التي يتميزون بها. يقول إيمرسون: (كلّ إنسانٍ أقابلهُ أفضل منّي في ناحيةٍ واحدةٍ على الأقل، وفي هذه النّاحية يمكنني أن أتعلّم منهُ).
4_ البعد عن العبارات التي تُبيّنُ الاستخفاف بذكاء الآخرين، وبقدراتهم العقليّة والثّقافيّة، وتوحي بالغرور والتكبّر؛ كأن يقول الشخص أثناء الحوار: (سأبرهن على كذا وكذا) فمثل هذه العبارات تعني: (أنا أذكى منك) وبالتالي فإنّ الشخص الآخر ستكون لديه ردّة فعلٍ عكسية، فهذا تحدٍّ صريح من المتحدّث يثير العداء، ويدفع الطرف الآخر للهجوم في المحادثة قبل البدء فيها، فعلى الشخص المحاور والذي يتميّز بالذّكاء الاجتماعي أن يتحدث بلباقةٍ وكياسةٍ مطلقةٍ، كأن يقول مثلاً: أنا لي رأيٌ آخر في هذه المسألة، وقد أكون مخطئاً فقول الشخص (قد أكون مخطئاً) يمنعه من الوقوع في المشكلات والاعتراضات، ويوحي للطرف الآخر بأنّه قد يكون هو مُخطئاً أيضاً.
***_ مفتاح العلاقات الإنسانية الناجحة عند لس جبلين
يُضيف لس جبلين أنّ المفتاح الحقيقي للعلاقات الإنسانية الناجحة هو معرفة الإنسان أكثر عن الطبيعة الإنسانيّة كما هي عليه، وليس ما يعتقد فيما يجب أن تكون عليه، ولذلك إذا علم الإنسان مع من يَتعامل من الأشخاص فإنّه يكون في موقفٍ يسمح لهُ بالنجاح وتعامله سيكون مجدياً، وقال من الأمور المُهمّة أيضاً:
1_ الاهتمام باللقاء الأول مع الآخرين؛ فغالباً تُبنى اللقاءات على اللقاء الأول؛ حيث يحكُم الناس على الفرد من خلال اللقاء الأوّل له، وما تصدر عنه من كلماتٍ وتصرفات؛ فمن بدأ لقاءه الأول بالتهريج والضحك من الصعب على الطرف الآخر أن يتكلّم معه بجدية في اللقاءات الأخرى.
2_ بمقدار تقدير الفرد لذاته ونفسه يتمّ تقبّل الآخرين له، وهذه مسؤولية كبيرة تقع على عاتق الفرد في تحديد الشكل الاجتماعي الذي ينظر إليه الآخرون؛ فالشخص الذي لديه ذكاءٌ اجتماعي يعرف أنّ المكانة التي يضعها الناس له هي ذاتها التي اتخذها هو لنفسه والتي تتناسب معه، وعند ذلك الوقت سيلتزم الآخرون بالتعامل معه كما يريد، فهو من قرّر وحدّد مكانته ودرجته عند الآخرين؛ فإن تصرَّف الفرد على أنّه لا شيء فالجميع سيعاملونه بالقيمة نفسها التي حدّدها لنفسه، وإن تصرّف على أنّ له شأنٌ عظيم فإنّهم لن يكون لديهم الخيار سوى أن يعاملوه بأنه شخصٌ ذو شأنٍ عظيم.
***_ تنمية الذكاء الاجتماعي عند الأطفال
القدرة على تشكيل علاقات إنسانيّة أمر أساسي للصحّة العقليّة وللسعادة. إنّ نوعيّة الاتصالات التي نُقيمها مع غيرنا من الناس هي أهمّ العوامل المؤثِّرة في نوعيّة الحياة التي نعيشها. ذلك أنّ الاتّصالات الغنيّة التي نُقيمها مع شخص آخر تعني علاقات أغنى مع أنفسنا ومع الحياة نفسها. أكثر من ذلك، لا نستطيع أن نعرف أنفسنا إلا من خلال علاقاتنا بالآخرين، ولا نستطيع أن نُطوِّر أنفسنا إلا من خلال علاقاتنا بالآخرين.
في تعريفه للذكاء الاجتماعي يقول كارل ألبريخت هو القدرة على الانسجام والتآلف الجيد مع الآخرين وكسب تعاونهم معك , ويتألف الذكاء الاجتماعي من شيئين هما البصيرة و السلوك. إنه يمثل الفعالية الاجتماعية الإنسانية على مستوى يتجاوز مستوى الصيغ و المعادلات البسيطة، مثل استخدام التعبيرات اليومية اللطيفة مثل “من فضلك” و “أشكرك” و المجاملات الاجتماعية العادية. هناك أبعاد مختلفة لمفهوم الذكاء الإجتماعي هي الوعي الموقفي, القدرة على قراءة المواقف وتفسير سلوكيات الآخرين في تلك المواقف وفقاً لأهدافهم المحتملة وحالتهم العاطفية وميلهم إلى التواصل , الحضور أو التأثير وتضم مجموعة من الأنماط اللفظية وغير اللفظية ومنها المظهر ووضع الجسم ونبرة الصوت والحركات الدقيقة، مجموعة كاملة من الإشارات التي يعالجها الآخرون ليتوصلوا منها إلى انطباع تقييمي للشخص
1_ تعلُّم المهارات الاجتماعيّة:
بعض مَسالك الذكاء الاجتماعي يمكن فتْحها للأطفال بتعليمهم مهارات، بإمكانك أن تعلِّمي الطفل مهارات اجتماعية بسيطة مثل، كيف تسأل شخصاً أن يُصبح صديقاً لك، وكيف تتحدّث عن مشاعرك، وكيف تقول لا، وكيف تطلب شيئاً بطريقة واضحة. لكنّ الذكاء الاجتماعي أبعَد من ذلك بكثير. لا تستطيعين أن تعلِّمي طفلاً كيف يتعاطف مع اكتئاب شخص آخر – إما أن يتعاطف أو لا يتعاطف. لا تستطيعين أن تعلّمي طفلاً كيف يكون بصورة طبيعيّة مهتمّاً بشخص آخر، وأن يعبِّر عن اهتمامه بطريقة يشعُر معها الشخص الآخر أنّه مقدَّر حقّ قَدْره. لا تستطيعين أن تعلِّمي طفلاً القدرة على مواساة شخص مكتئب وتهدئة خواطره. هذه المهام الإنسانية العالية كلّها لن تكون ممكنة إلا إذا كان الطفل قد طوَّر المسالك الضرورية والتفاعلات الكيميائية المعقَّدة في دماغه، إضافة إلى استجابة واضحة صادقة. هذا التطوّر يمكن فقط أن يحدث عبر خبرات معيّنة في العلاقات، يكون الوالدان فيها هما نقطة البدء. يحدث أحياناً أنّ البالغين لم يتلقَّوا في طفولتهم استجابات عاطفيّة مُثْرِية، يظلّون أسرى ذكائهم الاجتماعي الذي كانوا عليه في طفولتهم.
2_ تطوير الذكاء الاجتماعيّ:
الذكاء الاجتماعي يستدعي أن تعمل مسالك الدماغ العلوي والسفلي معاً على درجة عالية من التنسيق. يكون لك أنت، كأُمّ أو كأب، تأثير قويّ على تطوّر هذه المسالك تطوّراً سليماً في دماغ طفلك.
هناك ثلاث مناطق أساسيّة في الذكاء الاجتماعي: فنّ الاستجابة؛ القدرة على التفاوض والتحليل والعمل كجزء من فريق؛ القدرة على التعاطف والاهتمام. ويمتد تأثير الأسرة في تطوّيِر هذه المناطق الثلاث كلّها.
3_ خُطوات مهمَّة:
ويرى خُبراء علم نفس الأطفال والمراهقين أنَّ الطفل يحتاج – لكي يكوِّن صداقات متينة – إلى أن يتعلَّم بعض المهارات الاجتماعيَّة، ومنها: القدرة على الاستماع والتواصل مع الآخرين، وعدم الاعتزاز بالرأي دون معرفة آراء الآخرين، واستخدام التفاوض بدلاً من الصدام كمنهجيَّة حلٍّ إذا احتدَّ الخلاف على قضيَّة ما.
ويُشير الخُبَراء إلى أنَّ بعض الأطفال يولَدون ولَدَيهم موهبة تكوين الصداقات، وبعضهم قد يتعلَّمها بمفردهم، تمامًا كما يتمتَّع البعض الآخر بموهبة طبيعيَّة في الرسم أو الرياضة أو الكتابة، أمَّا الأطفال الذين يفتقدون هذه المهارات، فمن السهل على الأمِّ تعليمُها لهم وغَرْسُها في نفوسهم، وذلك عن طريق الخُطوات التالية:
1• عدم توقُّع الكثير: فمعظم الأطفال يُمكنهم أن يتصرَّفوا كالكبار في لحظة، ثم يعودوا إلى طفولتهم من جديد في اللحظة التالية؛ لذلك على الأم ألاَّ تَقلق من كلِّ خطأ صغير يَبدر من طفلها، وتفادي الضغط عليه؛ لكي يتبنَّى مهارات تفوق نُضجه السِّني والنفسي والعاطفي، فالضغط يحدُّ من ثقة الطفل بنفسه.
وحسب الدراسات، فإن الأطفال في عُمر 6 – 7 سنوات يكوِّنون الصداقات عن طريق الاشتراك في الألعاب المختلفة، ويتمتَّعون بقدر عالٍ من الأنانية، وفي سن 8 – 10 سنوات يكون الأطفال أقلَّ أنانية ولَدَيهم القدرة على تفهُّم مشاعر الآخرين واحتياجاتهم، ولكنهم يتميَّزون بالقسوة والغِلظة في التعامل، وابتداءً من سن 11 سنة يبدأ الطفل بالاهتمام بوجهات نظر الآخرين، وخاصة الأهل وزُملاء الدراسة، ويُمكنه أن يسامحهم على أخطائهم ويتعاطَفَ معهم.
2• الابتعاد عن التوتُّر: بعض الأطفال يشعرون بالتوتر والقلق عند وجودهم وسط مجموعة من الناس، ويبتعدون عن المشاركة في المناسبات العامة التي تُسَبِّب لهم الخجل والإحراج، فإذا كان الطفل من هذه النوعيَّة، فيجب احترام رغبته في البداية وعدم إجباره على الاحتكاك مع الآخرين؛ لأنه إذا لَم يَشعر بالراحة فسينزوي على نفسه، والأفضل تعويده على وجود الآخرين حوله على مراحل؛ بحيث يُجمع مع طفل واحدٍ، ثم اثنين، فثلاثة، وهكذا إلى أن يخفَّ توتُّره وخَجله، ويشعر بثقة كبيرة داخله تقرِّبه من الناس.
3• دوافع الآخرين: من المهم مناقشة الطفل حول توقُّعاته لدوافع الآخرين في أعمالهم ودوافعهم، فمثلاً: لماذا يكذب شخصٌ ما؟ ولماذا يبكي فلان؟ وهكذا؛ لأن هذا النوع من المناقشات يساعد الطفل على التفكير في الدوافع التي تحرِّك الآخرين، ويدرِّبه على النظر إلى الأمور من وجهة نظر الآخرين؛ لكي يستطيع فَهْم دوافعهم.
4• قراءة الوجوه: يجب مساعدة الطفل على قراءة الوجوه؛ لأن الذكاء الاجتماعي يعني سرعة فَهم التعبيرات والتلميحات التي تظهر على وجوه الناس، ويمكن للأم أن تتصفَّح كتابًا أو مجلة، وتطلب من طفلها أن يفسِّر لها تعبيرات الناس التي يراها في الصورة؛ حتى يتوصَّل الطفل في النهاية إلى التقاط الرسائل الشفهيَّة والتعرُّف على التعبيرات الصامتة.
5• الاعتراف بإنجازاته: الثناء على الطفل لا يقتصر على الدرجات المرتفعة في المدرسة، وإنما يمكن أن يقدَّم له أيضًا إذا لَعِب مع صديقه دون حدوث مشاجرات مثلاً، أو إذا اعتذَر عن خطأ ارتَكَبه، أو قدَّم هديَّة إلى طفل آخرَ، فمن المهم أن يشعر الطفل بتقدير الآخرين لأعماله الإيجابية في المدرسة والبيت والشارع، وفي كلِّ مكان يوجد فيه.
***_ أنشطة لتنمية الذكاء الإجتماعي لدى الأطفال
- الذكاء الاجتماعي يعكس قدرة الفرد على فهم وإدراك وملاحظة مشاعر الآخرين وحالاتهم المزاجية، واحتياجاتهم، وتنعكس هذه القدرة في مهارات تعامل الفرد مع الآخرين وتحفيزهم.
يتميز من يتمتع بهذا الذكاء بالصفات التالية:
– يستمتع بصحبة الناس أكثر من الانفراد.
– يبدو قائدًا للمجموعة.
– يعطي نصائح للأصدقاء الذين لديهم مشكلات.
– يحب الانتماء للنوادي والتجمعات أو أي مجموعات منظمة.
– يستمتع بتعليم الآخرين بشكل كبير.
– لديه صداقة حميمة مع اثنين أو أكثر.
– يبدي تعاطفًا واهتمامًا بالآخرين.
– الآخرون يبحثون عن تعاطفه أو اهتمامه وصحبته.
– يسعى الآخرون لمشورته وطلب نصحه.
– يفضل الألعاب والأنشطة والرياضات الجماعية.
– يسعى للتفكير في مشكلة ما بصحبة الآخرين أفضل مما يكون بمفرده.
– يبدو جذابًا مشهورًا له شعبية.
– يعبر عن مشاعره وأفكاره واحتياجاته.
– يحب المناقشات الجماعية والاطلاع على وجهات نظر الآخرين وأفكارهم.
– يمكنه التعرف على مشاعر الآخرين، وتسميتها.
– يمكنه الانتباه لتغير الحالات المزاجية للآخرين.
– يحب الحصول على آراء الآخرين ويضعها في اعتباره.
– لا يخشى مواجهة الآخرين.
– يمكنه التفاوض.
– يمكنه التأثير في الآخرين.
– يمكنه عمل مناخ جيد أثناء وجوده.
– يمكنه تحفيز الآخرين ليقوموا بأفضل ما لديهم.
يمكن تقوية هذا النوع من الذكاء بتنمية كل السمات السابقة لدى الطفل، بأنشطة جماعية ومنها:
– التفكير معًا (العصف الذهني الجماعي).
– الأنشطة الجماعية المختلفة.
– منح الطفل دور القيادة بعض الوقت.
– تعليمه وتدريبه على المهارات الاجتماعية المختلفة.
– تعليمه مهارات التفاوض وفض النزاعات والتعامل مع الآخرين.
– تعليمه التعاطف، والتعبير عن مشاعره وفهم مشاعر الآخرين.
– تدريبه على القيادة والتخطيط وتحفيز الآخرين.
– حث الطفل على القيام بأنشطة تطوعية جماعية.
أنشطة الذكاء الاجتماعي
1)_ النشاط الأول: كل واحد يعلم واحدًا!
– افتح حوارًا مع طفلك صاحب هذا الذكاء -في وجود إخوته- حول الأشياء أو المهارات التي يمكنه أن يعلمها لغيره.
– اترك المجال لباقي الأطفال ليفكروا في مهارة شيء مميز يفعلونه، ويمكنهم أن يعلموه للآخرين؛ فربما أمكن لواحد أن يكون عارفًا بالأرقام بلغة جديدة.. عملات بلد ما، طريقة نشر الغسيل، وضع الأكواب بطريقة لطيفة… ويرغب في تعليمها لغيره أو في أن يتبادل الأطفال تلك المهارات.
– سجل مهارات كل طفل في قائمة، ثم ابدأ في تفعيل رغبة كل واحد لتعليم الآخرين بطريقة علمية.
– ناقش مع طفلك: ما الذي يحتاجه ليتم تعليمه لغيره، أيا من المهارات التي في القائمة، وما الخطوات التي سيتبعها.
– كوّن مع طفلك قائمة الصغار الذين يحتاجون هذه المساعدة. ومن الممكن أن يكون ذلك في إطار الأسرة الواحدة أو بين أسرتين من الأقارب أو الأصدقاء.
– يمكن أن تصنع مع طفلك بطاقات ملوّنة تحمل كل ما علمه طفلك لغيره وكل ما تعلمه طفلك من غيره أثناء رحلة تطوعه بالتعليم أو تدربه على يد غيره.
2)_ النشاط الثاني: استرجاع الذكريات الطيبة
1- اجتمع مع أطفالك. اطلب من كل فرد منهم أن يتذكر عددًا من الأشخاص الطيبين المتعاونين الذين عاونوه في شيء ما أو جعلوه يشعر شعورًا جيدًا، وسجلوا معًا كل الخبرات كالآتي:
– ساعدني السائق في حمل حقيبتي.
– علمني أخي كيف ألعب الشطرنج.
– شجعتني أمي على القفز في حمام السباحة.
– أثنت صديقتي على اختياري للألوان في لوحتي.
2- ناقشوا معًا كيف يمكن أن يؤثر التعاون بين الأشخاص على مشاعرنا وعلى تحسين حياتنا.
3- يمكن أن يرسم الأطفال رسومًا توضيحية لما مروا به من خبرات طيبة.
4- يمكن أن تكون فرصة طيبة ليرسل للشخص الذي عاونه رسالة قصيرة يشكره على الشعور الطيب الذي سببه له تعاونه معه. على أن نحاول أن نجعل من هذا النشاط فرصة لإدخال كلمات الامتنان إلى قاموسه بحيث تصبح مألوفة مستخدمة من قبل الطفل، مثل:
(أتذكر عندما…، ذات مرة…، ساعدتني على…، كان لدي شعور بصعوبة الأمر حتى ساعدتني على…، شكرًا لك لأنك جعلتني أشعر بـ…).
3)_ النشاط الثالث: تمييز المشاعر
هذا النشاط يساعد الأطفال على الاستكشاف الذاتي، وخطوات هذا النشاط:
1- اكتب الجمل التالية على ورقة كبيرة أو لوحة، ثم ضعها في صندوق.
ماذا تشعر عندما…
– يثنى على شيء جيد فعلته؟
– لم يتم اختيارك في لعبة؟
– تنجح في حل كل مسائل الحساب؟
– أخذ زميل لك شيئًا بالقوة؟
– تتشارك مع زميل في عمل ما؟
– تكسب مباراة؟
– تريد الحصول على شيء يمتلكه آخرون؟
– تُترك في البيت بمفردك؟
– تقبلك أمك أو تعانقك؟
– تُتهم بفعل شيء لم تفعله؟
– يخبرك شخص ما بأنك ذكي ولطيف ومهذب؟
– عندما يلعب معك أخوك الأكبر؟
2- اجلس أنت وأطفالك في دائرة.
3- اختر بالتناوب قائدًا ليقف في وسط الدائرة:
– دعه يلتقط ورقة من الورق ويقرأ الجملة التي بها بصوت عال.
– اطلب منه أن يختار شخصًا ما من الدائرة ليتفاعل معه بالرد، على أن يبدأ جملة رده بكلمة: “أنا أشعر…”، ويمكنه أن يعبر بالكلمات أو بتعبيرات الوجه والجسم.
ثم يخمن الشخص الآخر (قائد الدائرة) شعور المعبر. ويناقش لماذا يشعر شخص ما هذا الشعور، وكيف يؤثر في سلوكه، وكيف يمكن أن يستبدل بالشعور السيئ شعورا آخر جيدا.
4- المناقشة أهم ما في هذا النشاط: حاول أن يركز الجميع على كيفية الشعور والتعبير عنه، ولماذا يشعر كل فرد هذا الشعور، وكيف تجنب أحد ما شعورًا سلبيًّا، كذلك يساعد هذا النشاط في التعرف على مشاعر الآخرين عن طريق تعبيرات الآخرين لفظيًّا أو بملامح الوجه والجسم.
الجمل السابقة تمثل مجرد أمثلة للجمل التي يمكن مناقشتها والتمثيل حولها، ويمكن أن تنسج غيرها.
4)_ النشاط الرابع: الرسم الجماعي
– اجلسوا معًا في دائرة.
– أعطِ كل طفل قطعة من الورق وقلمًا ملونًا.
– اطلب منهم أن يكتبوا أسماءهم على الأوراق.
– اطلب منهم أن يبدأ كل منهم في رسم أي شيء في خياله.
– بعد دقيقة واحدة، اطلب من كل منهم أن يمرر الورقة لليمين.
واطلب منهم أن يرسموا مرة أخرى، إكمالاً على ما في الورقة التي وصلتهم من رسم، وهكذا… استمر في تمرير الورق كل دقيقة إلى أن تعود لصاحبها الأول.
– وعند وصول كل ورقة إلى صاحبها اطلب من الجميع أن يستمر في الرسم هذه المرة لمدة (5 – 10) دقائق.
– ناقش كيف يمكن لكل منهم أن يبني على أفكار الآخرين، وكيف يمكنه أن يفهم أعمال الآخرين ويضيف إليها.
– علّق كل الرسومات، واحتفلوا معًا.
5)_ النشاط الخامس: تأليف القصص الجماعية
نفس نشاط الرسم السابق يمكن أن ينفذ من خلال كتابة القصص. بحيث يبدأ فرد من المجموعة ببداية قصة، ثم يكمل الذي يليه، وهكذا حتى تكتمل القصة.
ويمكن أيضًا أن يكتب كل منهم قصة أو يمليها عليك -حسب أعمارهم-، ثم تبدأ في تقسيمها لمشاهد أو مواقف مختلفة بحيث تحاولون معًا تركيب مشهد من قصة على مشهد من قصة أخرى…، ويكمل كل طفل القصة بطريقة أخرى حسب هذه الإضافة الجديدة أو سير الأحداث الجديد.
6)_ النشاط السادس: العصف الذهني الجماعي
يمكن أن تقوم بهذا النشاط كطريقة يومية للمناقشة والتفكير مع أطفالك حول تفاصيل قراراتكم واختياراتكم اليومية، مثل:
– أماكن للنزهة.
– وجبات يومية.
– المشتريات المطلوبة.
– أفكار لتجميل الغرفة.
– قصص للقراءة.
هذا النشاط يفيد الطفل في التشارك في المقترحات مع الغير، إضافة للبناء على أفكار الآخرين أو مراعاة وجهة نظرهم ورغباتهم حين الاختيار أو القرار. ولذا أهم ما يميز هذا النشاط احترام كل وجهات النظر والأفكار وتسجيلها لتكون بمثابة بنك للأفكار يلجأ إليه الجميع وقت الحاجة.
6)_ أنشطة أخرى عن طريق :
أ) اللعب :
الألعاب تنمي القدرات الإبداعية لأطفالنا .. فمثلاً ألعاب تنمية الخيال ،وتركيز الانتباه والاستنباط والاستدلال والحذر والمباغته وإيجاد البدائل لحالات افتراضية متعددة مما يساعدهم على تنمية ذكائهم .يعتبر اللعب التخيلي من الوسائل المنشطة لذكاء الطفل وتوافقه .، فالأطفال الذين يعشقون اللعب التخيلي يتمتعون بقدر كبير من التفوق ، كما يتمتعون بدرجة عالية من الذكاء والقدرة اللغوية وحسن التوافق الاجتماعي ، كما أن لديهم قدرات إبداعية متفوقة ، ولهذا يجب تشجيع الطفل على مثل هذا النوع من اللعب .كما أن للألعاب الشعبية كذلك أهميتها في تنمية وتنشيط ذكاء الطفل ، لما تحدثه من إشباع الرغبات النفسية والاجتماعية لدى الطفل ، ولما تعوده على التعاون والعمل لجماعي ولكونها تنشط قدراته العقلية بالاحتراس والتنبيه والتفكير الذي تتطلبه مثل هذه الألعاب .. ولذا يجب تشجيعه على مثل هذا .
ب) القصص وكتب الخيال العلمي :
تنمية التفكير العلمي لدى الطفل يعد مؤشراً هاماً للذكاء وتنميته ، والكتاب العلمي يساعد على تنمية هذا الذكاء ، فهو يؤدي إلى تقديم التفكير العلمي المنظم في عقل الطفل ، وبالتالي يساعده على تنمية الذكاء والابتكار ، ويؤدي إلى تطوير القدرة القلية للطفل . والكتاب العلمي لطفل المدرسة يمكن أن يعالج مفاهيم علمية عديدة تتطلبها مرحلة الطفولة ، ويمكنه أن يحفز الطفل على التفكير العلمي ، وأن يجري بنفسه التجارب العلمية البسيطة ، كما أن الكتاب العلمي هو وسيلة لأن يتذوق الطفل بعض المفاهيم العلمية وأساليب التفكير الصحيحة والسليمة ، وكذلك يؤكد الكتاب العلمي لطفل هذه المرحلة تنمية الاتجاهات الإيجابية للطفل نحو العلم والعلماء كما أنه يقوم بدور هام في تنمية ذكاء الطفل ، إذا قدم بشكل جيد ، بحيث يكون جيد الإخراج مع ذوق أدبي ورسم وإخراج جميل ، وهذا يضيف نوعاً من الحساسية لدى الطفل في تذوق الجمل للأشياء ، فهوينمي الذاكرة ، وهي قدرة من القدرات العقلية .والخيال هام جداً للطفل وهو خيال لازم له ، ومن خصائص الطفولة التخيل والخيال الجامح ، ولتربية الخيال عند الطفل أهمية تربوية بالغة ويتم من خلال سرد القصص الخرافية المنطوية على مضامين أخلاقية إيجابية بشرط أن تكون سهلة المعنى وأن تثير اهتمامات الطفل ، وتداعب مشاعره المرهفة الرقيقة ، ويتم تنمية الخيال كذلك من خلال سرد القصص العلمية الخيالية للاختراعات والمستقبل ، فهي تعتبر مجرد بذرة لتجهيز عقل الطفل وذكائه للاختراع والابتكار ، ولكن يجب العمل على قراءة هذه القصص من قبل الوالدين أولاً للنظر في صلاحيتها
لطفلهما حتى لا تنعكس على ذكائه لأن هناك بعض القصص مثل سوبرمان والرجل الأخضر طرزان . قصص تلجأ إلى تفهيم الأطفال فهماً خاطئاً ومخالفاً لطبيعة البشر ، مما يؤدي إلى فهمهم لمجتمعهم والمجتمعات الأخرى فهماً خاطئاً ،واستثارة دوافع التعصب والعدوانية لديهم .كما أن هناك قصص أخرى تسهم في نمو ذكاء الطفل كالقصص الدينية وقصص الألغاز والمغامرات التي لا تتعارض مع القيم والعادات والتقاليد - ولا تتحدث عن القيم الخارقة للطبيعة - فهي تثير شغف الأطفال ، وتجذبهم ، وتجعل عقولهم تعمل وتفكر وتعلمهم الأخلاقيات والقيم ، ولذلك فيجب علينا اختيار القصص التي تنمي القدرات العقلية لأطفالنا والتي تملأهم بالحب والخيال والجمال والقيم
الإنسانية لديهم ، مما يجعلهم يسيرون على طريق الذكاء ، ويجب اختيار الكتب الدينية ولمَ لا ؟ فإن الإسلام يدعونا إلى التفكير والمنطق ، وبالتالي تسهم في تنمية الذكاء لدى أطفالنا .
ج) الرسم والزخرفة :
الرسم والزخرفة تساعد على تنمية ذكاء الطفل وذلك عن طريق تنمية هواياته في هذا المجال ، تقصي أدق التفاصيل المطلوبة في الرسم ، بالإضافة إلى تنمية العوامل الابتكارية لديه عن طريق اكتشاف العلاقات وإدخال التعديلات حتى تزيد من جمال الرسم والزخرفة .ورسوم الأطفال تدل على خصائص مرحلة النمو العقلي ، ولا سيما في الخيال عند الأطفال ، بالإضافة إلى أنها عوامل التنشيط العقلي والتسلية وتركيز الانتباه .ولرسوم الأطفال وظيفة تمثيلية ، تساهم في نمو الذكاء لدى الطفل ، فبالرغم من أن الرسم في ذاته نشاط متصل بمجال اللعب ، فهو يقوم في ذات الوقت على الاتصال المتبادل للطفل مع شخص آخر ، إنه يرسم لنفسه ، ولكن تشكل رسومه في الواقع من أجل عرضها وإبلاغها لشخص كبير ، وكأنه يريد أن يقول له شيئاً عن طريق ما يرسمه ، وليس هدف الطفل من الرسم أن يقلد الحقيقة ، وإنما تنصرف رغبته إلى تمثلها ، ومن هنا فإن المقدرة على الرسم تتمشى مع التطور الذهني والنفسي للطفل ، وتؤدي إلى تنمية تفكيره وذكائه .
د) مسرحيات الطفل :
إن لمسرح الطفل ، ولمسرحيات الأطفال دوراً هاماً في تنمية الذكاء لدى الأطفال ، وهذا الدور ينبع من أن ( استماع الطفل إلى الحكايات وروايتها وممارسة الألعاب القائمة على المشاهدة الخيالية ، من شأنها جميعاً أن تنمي قدراته على التفكير ، وذلك أن ظهور ونمو هذه الأداة المخصصة للاتصال _ أي اللغة – من شأنه إثراء أنماط التفكير إلى حد كبير ومتنوع ، وتتنوع هذه الأنماط وتتطور أكثر سرعة وأكثر دقة ) .ومن هذا فالمسرح قادر على تنمية اللغة وبالتالي تنمية الذكاء لدى الطفل . فهو يساعد الأطفال على أن يبرز لديهم اللعب التخيلي ، وبالتالي يتمتع الأطفالالذين يذهبون للمسرح المدرسي ويشتركون فيه ، بقدر من التفوق ويتمتعون بدرجة عالية من الذكاء ، والقدرة اللغوية ، وحسن التوافق الاجتماعي ، كما أن لديهم قدرات إبداعية متفوقة . وتسهم مسرحية الطفل إسهاما ملموسا وكبيرا في نضوج شخصية الأطفال فهي تعتبر وسيلة من وسائل الاتصال المؤثرة في تكوين اتجاهات الطفل وميوله وقيمه ونمط شخصيته ولذلك فالمسرح التعلمي والمدرسي هام جدا لتنمية ذكاء الطفل .
==== نرجو أنني وفقت في إعطاء فكرة مدققة عن مهارة القدرة على الإختلاف وفهم مشاعر الآخرين ( الذكاء الاجتماعي) بصفة عامة وبذلك سهلت عليكم مهمة التعامل مع أطفالكم لإكسابهم هذه المهارة بالغة الأهمية لبناء شخصيته...
مع تحيات المدرب الستاذ محمد صالح لطيفي
_ أكاديمية السنافر للمهارات الحياتية _
معا نحقق مهارات الحياة

هناك تعليق واحد:

seo google يقول...


من أفضل المقالات على الإطلاق صراحة تستحق التعمق أكثر واكثر لقد سعدت بقراءة مقالك وانا فخور بك وبما تقدمه في مدونتك ف انت مثال للمدونات العربية التي تقدم محتوي مفيد
مسك كلمات في جوجل
مقابر للبيع بمحافظة القاهرة
مقابر للبيع
مقابر للبيع مدينة السلام
تسويق عبر الفيديو
افضل شركة سيو في مصر
مدافن للبيع
سيو
خبير سيو
خبير سيو

معا نلتقي لنرتقي نحو غد أفضل

_ كيف تتفوّق؟ أسرار التفوق الدراسي وعادات الطالب المتفوق _(الجزء الثالث)_ ========================================= _ كيف تتفوق في الفصل؟ ==...